الإسم : ابو القاسم محمد بن عبد الله بن المطلب ، وهو نبي الله وخاتم الأنبياء والمرسلين ولا نبي بعده.
و كان النبي صلى الله عليه وسلم تأثير ونتائج في نفوس كل المسلمين، و النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوة لنا في كُل أمور حياتنا، ومن مظاهر محبة المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم هو الإحتفال بيوم مولده عليه احسن وأفضل الصلاة والسلام .
السنة التي حجََّ فيها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حجة الوداع بعدها بمدة قصيرة ( ثلاث شهور) مرض الرسول مرضاً شديداً بمرض الحمى، فقد كان عليه احسن وأفضل الصلاة والسلام لا يستطيع القيام بأي من الأعمال او حتى القيام من المجلس الذي يجلس فيه ، ومن بعدها ذهب لبيت السيدة عائشة ، ونزلت آخر آية في القرآن الكريم وهي في قوله تعالى (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يُظلمون) سورة البقرة(281) . )، وبعدها لم يقف بعدها على قدميه بل قام الصحابة بحملِه لبيت السيدة عائشة ،وسالت دموع الصحابة عند مشاهدة السول وهو في حالته المرضية الشديدة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام : ( لا إله إلا الله ، إن للموت لسكرات، وكان وجه النبي ملئ بالعرق ، تقول عائشة أنها كانت تأخذ بيد الرسول صلى الله عليه وسلم فتمسح بها على وجهه الكريم ، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والله إني لأجد طعم الشاة المسمومة في حلقي ).
الشاة المسمومة : هي الشاة التي قدّمها اليهودي للرسول صلى الله عليه وسلم ليسمم الرسول، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في حالته المرضية للناس عند معرفته بأن الناس كلها عرفت بأمر مرضه ان يقوموا بإخراجه إلى الملأ : وخطب فيهم آخر خطبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال فيها :
( أيها الناس ، كأنكم تخافون علي ) فقالوا : نعم يارسول الله . فقال :( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا ، موعدكم معي عند الحوض .. والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا . أيها الناس ، والله ما الفقر أخشي عليكم ، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم ، فتهلككم كما أهلكتهم ) .
ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه ) بمعنى انه يأمرنا بالمحافظة على الصلاة على أوقاتها ، ثم قال : ( أيها الناس ، اتقوا الله في النساء ، اتقوا الله في النساء ، اوصيكم بالنساء خيراً).
ثم قال : ( أيها الناس إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله ) فلم يفهم قصده أحد من الصحابة إلا أبو بكر هو الذي فهم هذه الجملة ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي صلى الله عليه و سلم وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناك بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا ، وظل يرددها ..
وعند قُرب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم قام بالدعاء للمسلمين :
( آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) .. وآخر كلماته كانت للأُمة قبل ان ينزل وهي : ( أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلي يوم القيامه ) .
وعاد الرسول لبيته بجوار زوجته عائشة. آتى عبد الرحمن بن أبي بكر ليزور الرسول وكان بيده سواك وأراد الرسول بطلبه منه ولكنه مع شدة المرض لم يستطع الكلام ، ولكنّ السيدة عائشة فهمت نظرة النبي و أخذت السواك ووضعته في فم الرسول ، ولكنه كان جامداّ ولم يستطع الرسول ان يستاك به، فقامت السيدة عائشة بتليينه له بفمها، وبعدها أعطته للرسول ليستاك به فقالت : كان آخر شئ دخل جوف النبي صلى الله عليه و سلم هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي صلى الله عليه و سلم قبل أن يموت .
دخل جبريل علي النبي صلى الله عليه و سلم وقال : يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد من قبلك . فقال النبي :( إئذن له يا جبريل ) .....
فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ملك الموت وقال : السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله . فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى ) وقام ملك الموت بالوقوف عند رأس وقال: أيتها الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...
وعندها علِمت عائشة بموت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجميع من في المسجد قاموا بالبكاء ولكن أثبتهم كان أبو بكر الصديق : وآآآ خليلاه ، وآآآ صفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقام بتقبيل الرسول قال : طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله .
وقال بعدها ليقوم بتثبيت الناس وخرج لهم يقول : من كان يعبدُ مُحمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبدُ الله فإن الله حي لا يموت ، ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب ، يقول : فعرفت أنه مات ... ويقول : فخرجت أجري أالبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي ...
ودفن النبي صلى الله عليه و سلم . السيده فاطمه تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي ... ووقفت تنعي النبي وتقول : يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، الى جبريل ننعاه .
وقد توفي رسول الله خاتم النبيين شفيع الناس والمرسلين يوم القيامة النبي الأُمي محمد بن عبد المُطلب في تاريخ 12 ربيع الأول _11 هجري .
