انتشرت في الأونة الأخيرة المشاريع الصغيرة التي نادى أصحابها بضرورة التصرف العاجل من أجل إيجاد فرص عمل حقيقية تساعدهم في الحصول على لقمة العيش التي ما عادوا وجدوها في حياتهم بصفة عامة ، فالرجل الذي تخرج من الجامعة ، والذي ينتظر الوظيفة الحكومية حتى أصبح في سن الثلاثين ولم يحقق شيئاً كان لا بد له من إيجاد الوسيلة الفاعلة من أجل الحفاظ على ما تبقى من كرامته كإنسان ، فاتجه إلى فكرة المشاريع الصغيرة التي أدت إلى تشغيل العديد من الأيدي العاملة ، ووفرت السبل المريحة للأفراد ليحيوا حياة كريمة ، ولا عجب حين نقول أن الأفراد الذين توالت أفكارهم كان لهم الحظ الوافر في تحقيق ما حلموا الوصول إليه ، لأن الرجل الذي يقف بين يدي أفكاره ، لا بد أن يصل إلى أبعد مدى من الممكن أن يصل إليه ، ولكن لا عجب في ذلك ، فأصحاب العقول هم دائماً في المقدمة ، ومن يترك الناس لتفكر عنه يجد نفسه في آخر الطريق على الدوام ، وكانت فكرة المشاريع الصغيرة تقوم على استثمار الأموال ولو بنسب قليلة ، وبرأس مال قليل ، وجهد طويل ،و عمل وإرهاق ، للوصول للمشروع لحد النجاح ، ومن أبرز هذه المشاريع ، هي تربية الدواجن ، وهي من أهم المشاريع ، وأكثرها انتشاراً في الأسواق المحلية والعالمية .
فالمشاريع التي تستهدف لقمة العيش لا بد أن يكتب لها النجاح والتفوق ، لأننا نمر بأزمات إقتصادية ، ودول تنهار وأخرى تقوم على فكرة توفير الطعام للمجتمعات التي تخلو حياتها من أي نوع من الموارد التي تقيم الدولة بشكل أو بأخر .
الدواجن اللاحمة :
ونعني بالدواجن اللاحمة ، هي تلك الدواجن التي يقوم من خلالها صاحب المشروع على تسمين الدواجن ، وتربيتها بحيث تصبح الدجاجة الواحدة بوزن الإثنين أو الاثنين ونصف كيلو جرام ، مما يحقق زيادة في الربح ، ومقداراً كبيراً من اللحم ، بحيث تكفي الدجاجة الواحدة لأسرة تتكون من خمس أشخاص ،وكانت فكرتها تقوم على إعطائها الهرمونات ، وإطعامها حد الشبع ، بحيث تنتفخ ، وتصبح سمينة بشكل كبير ، ولكي ينجح هذا المشروع ، على صاحبه أن يعتزم توفير الطعام ، والشراب ، بالإضافة إلى توفير المكان الذي من خلاله تستطيع الدجاجة أن تفقس ، وأن تنمو بشكل طبيعي ، بعيداً عن الظروف الطبيعية المحيطة ، والتي قد تؤذي الصغار ، وتجعل المشروع عرضة للإنهيار ، كالبرد الشديد أو الحر الشديد ، وغير ذلك من الظروف التي تؤثر في هذه المشاريع الصغيرة ، ولا بد لصاحب المشروع أن يقيم الربح والخسارة مع بداية الأسبوع الثاني من المشروع ، حتى يعرف إن أراد الإستمرار أو التوقف .