إبليس من الملائكة
الآراء حول أصل إبليس وماهيته كثيرة ومختلفة من دين إلى دين ، وحتى بين أتباع الدين الواحد ، ولكن تكاد جميع الآراء تتفق حول أنه أصل ومصدر الشر والوسواس في الكون ، وأنه عدو الله وعدو البشر الذي يريد لهم الشر دائما وأبدا ، طبعا نستثني عبدة الشيطان هنا ، فلا أحد يقول عن زيته أنه عكر .
أما الآراء والأقوال حول أصل ونشأة إبليس فهي التالية :
هناك فريق من الناس يقول أنه من الملائكة ودليلهم على ذلك بظاهر النصوص الكريمة القرآنية التي تشير إلى أن إبليس كان في الماضي من الملائكة في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ / سورة البقرة الآية34
والقول الذي يقول أيضا أنه كان طاووس الملائكة .
وفريق آخرا هناك يقول أنه ليس من الملائكة بل هو أبو الجن وهو ما ذهب إليه المحققون أن إبليس من الجن. واستدلوا على ذلك مما يلي ـ: بورود النص الصريح في سورة الكهف والذي يدل على أن إبليس كان من الجن: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ / سورة الكهف الآية 50
وهناك من يؤول ويقول أن الجن كانت طائفة من الملائكة ولكنه تأويل وقول بعيد عن المنطق والدقة فإن الملائكة لا تتناكح ولا تتناسل، والله تعالى أخبر وقال عن إبليس بأن الأخير له ذرية: أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي سورة الكهف الآية 50
وعن الحسن رضي الله عنه قال: " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس" وهناك قصص وروايات أن الملائكة قد أسرته لإبليس فأخذته الملائكة معها إلى السماء فكان وأقام هناك، فلما أمرت الملائكة من الله عز وجل بالسجود امتنع إبليس منه فطرده الله من رحمته. والله تعالى عز وجل أعلم.
أمر آخر فلو كان إبليس من الملائكة لما عصى أمر الله ولم ينفذ أمره ، لأن الملائكة لا يعصون الله: ويفعلون ما يؤمرون دائما لقوله تعالى فيهم : لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ / سورة التحريم الآية 6
ودليل آخر حيث أن الملائكة من نور، وإبليس مخلوق من نار:مشار له بالآية الكريمة : خلقتني من نار وخلقته من طين ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: خُلق الملائكة من نور، وخلقت الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم
نستنتج مما سبق أن إبليس من الجن وأنه أصل ومصدر الشر والوسواس في الكون ، وأنه عدو الله وعدو البشر أجمعين .