تعود تسمية الملاريا إلى اللاتينيّة ( Malus Aria ) والتي تعني في الإيطاليّة " الهواء الفاسد " ، كإشارة إلى المياه الراكدة في المستنقعات التي يعيش فيها البعوض الحامل لهذا المرض ، حيث أسماها الإنكليزي بـ " حمّى المستنقعات " لاعتقاد القدماء بأنّ الهواء هو المسؤول عن نقلها من المستنقعات ، أمّا العرب فقد أسموها " البرداء " لما تسبّبه من رعشة في الجسم .
إنّ اكتشاف هذا المرض يعود للطبيب الفرنسي " ألفونس لافيران " الذي كان في الجيش الفرنسي عام 1880م المتواجد في الجزائر بمدينة قسنطينة ، حيث اكتشف هذا المرض الطفيلي المعدي ، ونال على اكتشافه هذا جائزة نوبل في عام 1907 في الطبّ لاكتشافه هذا .
تنتقل الملاريا بواسطة 60 نوع من أنثى بعوض الأنوفليس ، التي تعيش في المياه الآسنة ، والتي تمتصّ دم الإنسان وبالتالي تضع بيوضها ، إذ يخترق الطفيلي جسم الإنسان ويدمّر الكريات الحمراء في الدمّ ، فتكون أعراض هذا المرض عبارة عن حمّى مصحوبة بتضخّم في الطحال إضافة إلى فقر في الدمّ ، وألم في العضلات ، والعرق ، والشعور بالغثيان ، وأيضاً الإقياء ، وتكون حضانة هذا الطفيلي ما بين 7 حتّى 30 يوماً ، وتختلف من شخص إلى آخر بحسب نوع هذا الطفيلي وبحسب جسم المصاب .
إنّ نسبة انتشار هذا المرض تحدّد على الإجمال في دول العالم الثالث ، وخاصة في المناطق التي تكثر فيها المستنقعات ونتيجة تجمّع مياه الأمطار وانعدام الصرف الصحّي والمجاري ، حيثّ سجّل أعلى معدّل في درجات الإصابة خلال موسم الأمطار ، ونتيجة البيئة الرطبة والدافئة مع استقرار في المناخ تتوفّر البيئة المناسبة لانتشار هذا المرض ، ونتيجة لذلك ، فإنّ منظّمة الصحّة العالمية قد أوصت الأشخاص المسافرين إلى أماكن موبوءة ، على ضرورة أخذ الاحتياطات الواجبة ، من تناول الدواء فور الشعور بأعراض المرض أو بارتفاعٍ في الحرارة .
وقد عرفت الملاريا بنوعيها ، الحميدة التي تستجيب للعلاج و دواء ، وتكون أقلّ خطراً على الإنسان ، والخبيثة التي تكون أكثر خطراً ، وتحتاج لعناية سريعة وطويلة ، ورغم هذا قد تسبّب الموت في أغلب الأحيان .
وقد رأى العلماء بأنّه يوجد من المتصورات المسبّبة للملاريا 170 نوع ، إلاّ أنّ 4 أنواع فقط هي المسبّبة لمرض الملاريا بين البشر ، وهي :
- ( المتصورة المنجلية ) : منتشرة في أفريقيا ، وأغلب الوفيّات تكون بسببها .
- ( المتصورة النشيطة ) : منتشرة في آسيا ، تسبّب انتكاسات طويلة تصل لأربع سنوات .
- ( المتصورة الملاريية ) : منتشرة في أفريقيا ، يبقى محضوناً في جسم الإنسان بدون الظهور ، ولكنّه يسبّب العدوى من شخص إلى آخر .
- ( المتصورة البيضوية ) : منتشرة ففي غرب أفريقيا ، يسبّب انتكاسات طويلة لكونه متوضّعاً في الكبد .