إن تفاعل شيئين معاً يعني تأثير ونتائج كل منهما في الآخر وتأثره به . تقسم التفاعلات إلى تفاعلات فيزيائية وهي ما تحدث تغيير في حالة المادة، وليس في خصائصها الأصيلة ، وهي لا تنتج مواد جديدة مثل: تحول الماء من حالة الى اخرى. والتفاعلات الأخرى هي التفاعلات الكيميائية وهي تفاعلات تغير خصائص المادة الأصلية ، وتنتج مواد جديدة تختلف عن المواد الاصلية التي أنشأتها مثل: حرق الكربون بواسطة الأكسجين لإنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون، وحرق شريط من المغنيسوم في الهواء وغيرها من التفاعلات.
وفي التفاعل هناك مواد متفاعلة ومواد ناتجة ومواد محفزة أو مساعدة لحدوث التفاعل أو تسريعه. وهناك ظروف للتفاعل كدرجة الحرارة وغيرها. ويعبر عن التفاعل بمعادلة رمزية أو لفظية حيث يتم كسر الروابط في المتفاعلات، وتكوين روابط جديدة في النواتج، وقد يتم إعادة ترتيب الذرات في المواد الكيميائية أثناء التفاعل أو تفككها أو تكوين تعرف ما هو أعقد منها .
وللتفاعلات الكيميائية عدة أنواع منها تفاعل الاتحاد، وهو أشهرها وهو يقتضي تفاعل مادتين لإنتاج مادة واحدة فقط ، وهناك تفاعل الاستبدال أو الإحلال والتعادل وهناك تفاعلات الترسيب، أما تفاعلات الترسيب فهي تفاعلات تؤدي لتكوين راسب وتحدث هذه التفاعلات في المحاليل المائية حيث يحدث تبادل أيوني يصاحبه تكوين راسب مثل تفاعل ملح الطعام ( كلوريد الصوديوم) مع نترات الفضة ليتكون كلوريد الفضة الراسب ( AgCl ) .
ولتفاعلات الترسيب معايرات، وهي طرق ووسائل التحليل عن طريق المعايرة. وتركز على تكوين راسب شحيح الذوبان في الماء. وفي معايرات الترسيب تكون الأدوات المستخدمة فيها بسيطة، ووقت إجراء التجربة قصير، ولا يؤثر التصاق الرواسب والشوائب على الراسب المتكون؛ لذلك تعد معايرات الترسيب أكثر سهولة من طرق ووسائل التحليل الوزني التي تعتمد على تكوين الراسب.
تتعدد طرق ووسائل المعايرات وهي تعتمد على نوع الدليل المستخدم في تحديد نقطة التكافؤ مثل؛ طريقة ( مور) حيث تعتمد هذه الطريقة على تكوين راسب له لون مميز عند نقطة التكافؤ، ويستخدم أيون الكرومات دليلاً ؛ حيث تعرف نقطة التكافؤ حين يظهر راسب كرومات الفضة ذو اللون الأحمر، وتستخدم طريقة مور لتحديد الكلوريد أو البروميد من خلال معايرته بمحلول قياسي من محلول نترات الفضة، وهناك طريقة ( فاجان) حيث تعتمد هذه الطريقة على الإدمصاص الذي يحدث خلال المعايرة عند نقطة التكافؤ تحت ظروف معينة، وبناء على ذلك فإن ظهور أو اختفاء اللون على سطح الراسب يدل على نقطة التكافؤ .
وآخر طريقة هي طريقة ( فولهارد) حيث يستخدم فيها أيون الحديد الثلاثي كدليل، ويستخدم محلول قياسي من الثيوسيانات لمعايرة أيون الفضة حيث يتكون ثيوسانات الفضة وهو راسب ذو لون أبيض، وبعد نقطة التكافؤ يتفاعل الزائد من الثيوسانات مع أيون الحديد الثلاثي ليتكون معقد أحمر اللون . وتتم المعايرة في وسط حمضي لمنع تميه أيونات الحديد ، وينصح بالرج الشديد والمستمر أثناء المعايرة ليتم الحصول على لون ثابت لا يتغير وبخلاف ذلك قد تظهر نقطة التكافؤ مبكرة .