الإسلام ديننا الحنيف وسرّ سعادة النفس وراحة البال؛ فبالالتزام تعاليمه السمحة يطمئنّ القلب وتشحذ الهمم، يقوم الإسلام على خمسة أركان من أهمّها (إقامة الصلاة) ؛ إذ هي عمود هذا الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، كيف لا وهي صلة للعبد بربّه والحبل الأساسي لمناجاة الخالق وذكره وعبادته وشكره !
إنّ الصلاة قد تحول بين العبد والكفر لما لها من أهمية وفائدة بالغة ومكانة عظيمة؛ ففي أركانها يقر المسلم بكامل خضوعه وطواعيته لربه ؛ حيث إنه يقف بين يدي خالقه كل يوم خمس مرات يخضع فيهن بقلبه وجوارحه لأمر الله فيقرأ القرآن الكريم مبتدئاً بفاتحة ذلك الكتاب العظيم في كل ركعة من صلاته مقراً بأنه يتوجّه إلى الله بالعبادة والاستعانة سائلاً المولى الهداية والسداد ثم يذكر الله ويدعوه بما شاء فهو قريب منه سبحانه وتعالى والله لا يردّ من رجاه.
بلغت أهميّة الصلاة إلى أن جعلت أول الأمور التي يحاسب عليها المرء يوم القيامة، فلنتخيل ذلك المشهد العظيم الذي يصوّر لنا مكانة الصلاة التي كانت آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته فقد فرضها الله عزّ وجلّ ليلة أسري به عليه السلام فوق سبع سماوات، كما أوصانا عليه الصلاة والسلام بحث الطفل على الصلاة منذ نعومة أظفاره حتى يكبر ويكبر معه الالتزام بهذه الخصلة الحميدة والركن العظيم؛ فهو فرض على كل مسلم عاقل بالغ ذكراً كان أم أنثى ولا يجوز تركها في اى حال من الأحوال دون عذر شرعي.
إنّ من أهم ثمار الصلاة أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر إذا أقيمت على الوجه الأمثل وليس إقامة جسدية فحسب؛ فهي من أهم ما هى اسباب دخول الجنة إذ يكفر الله للعبد ذنوبه بين الصلاة والأخرى ويغسل خطاياه عند الوضوء لها. كما أن لكل صلاة من الصلوات ميزة ومكانة خاصة فإنّ لصلاة الجماعة ميّزة عن صلاة الفرد أيضاً.
ممّا يدل على أهمية وفائدة الصلاة ومكانتها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ?)، فكيف لنا بركن يكون لنا عونا مطلقاً في شتّى شؤون حياتنا!، لذا فإنّ علينا أن نحافظ عليها ونتمسك بها لتكون لنا _ بإذن الله _ نورً في الدنيا والآخرة، وهكذا فإنه لا عجب من حرص الصحابة _ رضوان الله عليهم _ على إقامة الصلاة حتى في أوقات الحرب والخوف والمرض، ومن أحوج منا في أيامنا هذه للقرب من الله والحرص على الصلاة وتتبع سبل رضاه عزّ وجلّ.