قلّة النوم و الأرق من أكثر الحالات الصحية انتشاراً حول العالم، ويمكن اعتبار قلّة النوم عادة صحيّة وليست سلوكية بسبب التأثيرات البيولوجية لتلك العادة أو الأسلوب الحياتي على وظائف الجسم وأجهزته الداخلية، بالإضافة إلى أنّ تلك العادة أو الحالة تنتج في أغلب الأوقات عن العديد من العوامل النفسية والصحية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالإصابة بالأمراض العضوية والنفسية.
ولمعرفة وتحديد علاج و دواء قلّة النّوم والأرق بشكل تام يجب التعامل مع كل حالة على حدة من حيث التأكّد من ما هى اسباب تلك الحالة ومعرفة الطرق ووسائل التي تمنعها، حيث تزول حالة الأرق بزوال السبب في الغالبية العظمى من الحالات إلا إذا طرأ معطى جديد على الحالة، وعلى سبيل المثال قد يشتكي شخص ما من الأرق المستمر، ومع ملاحظة الحالة وإجراء الفحوصات يمكن أن يكون الأرق عارض جانبي لتناول عقاقير طبيّة معينة، وبعد التوقّف عن تناول تلك العقاقير أو استبدالها يلاحظ استمرار الحالة في التواجد، وهنا يمكن إرجاع السّبب إلى تعوّد الجسم وتهيئة عمل أجهزته على الراحة لفترات قصيرة في اليوم، وفي تلك المرحلة يمكن البدء بالتعديل السلوكي للشخص المصاب بالأرق حتى زواله.
أمّا عن علاجات الأرق وقلّة النوم أو عدم انتظامه فهي تتمثل في الآتي: أولاً العلاج و دواء الدوائي، ويتم وصفه من قبل الطبيب لضرورة عدم تعارضه مع الحالة الصحية للمصاب ولضمان عدم حدوث تأثيرات جانبية ضارة بالجسم والحالة النفسية، ويتم وصف العلاج و دواء الدوائي في حالات الأرق الناتج عن تناول أدوية لأمراض مزمنة مثل الأورام أو أمراض الكبد أو الأمراض النفسية، حيث أن أغلب تلك العقاقير تسبب إضطرابات في النوم تختلف من شخص إلى آخر وتتراوح بين النوم لفترات طويلة للغاية أو عدم النوم على الإطلاق في بعض الحالات.
العلاج و دواء السلوكي، ويتمثّل في تنظيم عدد ساعات النّوم وأوقات النوم، ويتم تنفيذه في حالات الأرق الناتجة عن مشاكل وعيوب نفسية خفيفة مثل القلق أو التوتر، أو مشاكل وعيوب عضوية لا يمكن استخدام العلاج و دواء الدوائي معها بسبب خطورة التأثيرات الجانبية، مثل حالات الحمل أو عدم انتظام الهرمونات عند النساء في مرحلة سن اليأس.
وينقسم العلاج و دواء السلوكي إلى تنظيم العادات اليومية في الحركة والنّوم، وتنظيم الوجبات الغذائية من أجل الحفاظ على تغذية الجسم والإبتعاد عن المشروبات الكحولية والمشروبات التي تحتوي على المنبّهات، كذلك تعتبر تمارين الإسترخاء أحد أشكال العلاج و دواء السلوكي لدورها في الحفاظ على تمدد عضلات الجسم والمساعدة على الحصول على الراحة المطلوبة عن طريق الانتهاء والتخلص من التوتر الذي يؤثر على الجسم.