الرسول
محمّد بن عبد الله خاتم النبيين وشفيع الأمّة الإسلاميّة، به أنقذ الله العرب من الضياع والفُرقة والتشتت وجمعهم على الأُلفة والمحبّة، وألف بين قلوبهم، هدى الله برسالته العرب والعجم للدين الذي لا يرضى غيره عليه احسن وأفضل الصلاة وأتم التسليم.
كان صلى الله عليه وسلم أحسن النَّاس خَلقاً وخُلقاً وشهد له بذلك أعداؤه قبل أتباعه، وقد تواترت الكثير من الأحاديث الصحيحة التي تصف الرسول الكريم خَلقاً كأنّك تراه؛ لذلك من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام فلا بُد أنْ يأتي بوصف الرسول كما جاء في الأحاديث وإلا فلا يكون رآه، وقال أبو طالب في وصف ابن أخيه عليه الصلاة والسَّلام:
وأبيضٌ يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمةٌ للأرامل
فوصفه في هذا البيت بالجمال الخَلقيّ، والخُلقيّ؛ فهو ثمال -أي مُطعم- للأيتام، ويمنع الظلم عن الأرامل والمظلومين.
صفات الرسول الخَلقية
اتّصف الرسول بالعديد من الصفات التي تدلّ على حُسن الخَلق، وعندما سُئل عليه الصلاة والسَّلام أيّهما اجمل وافضل أنت أم يوسف عليه السَّلام قال: هو اجمل وافضل مني ولكنّي أنا أملح منه، اتصف الرسول بجمال الوجه وقد شُبّه دوماً بالقمر المنير لجماله واستدارة وجهه وبياضه، كما أنّ وجهه تعلوه الحُمرة، لحيته كثيفةٌ، شعره إلى شحمة أذنيه، وكان مربوعاً أي رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير، رأسه وقدميه ويديه تتصف بالضخامة، عيناه وكأنّهما مكحلتان ولكن من دون كُحلٍ إنّما جمال خِلقةٍ من الخالق سبحانه، عريض الكتفين، وكان الضحك عنده تبسماً وقد رآه أصحابه مرةً وهو مُرتدياً حُلّةً حمراء فقالوا ما رأينا أحسن منه، وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه لما رآه فإذا هو عندي أحسن من القمر.
وقد وصفت أم معبد التي مرّ عليها الرسول وأبو بكر الصديق أثناء هجرتهما من مكة إلى المدينة فقالت: رأيت رجلاً يتصف بما يلي: مُشرق الوجه، لا يتّصف بنحول الجسم أي النحافة ولا بالسُّمنة، في عينيه سواد ورموشه طويلةٌ، ويمتاز صوته بالحُسن والبُحة الجميلة، وعنقه طويل وهي من علامات و دلائل الحُسن عند العرب طول العنق، حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان، كلامه بين وسطٍ ليس بالقليل ولا بالكثير، حلو المنطق، وإذا تكلّم يستمع له من معه وتعلوه هالةٌ من الوقار والبهاء والإجلال وكلامه مطاعٌ من أصحابه، كما أنّ كلامه يخلو من الخرافة، لا يتصف بالعبوس وسوء الطباع.
صفات الرسول الخُلقية
أخلاق الرسول هي أخلاق القرآن الكريم، وقد عُرف الرسول بفضائل الأخلاق فقال أنس رضي الله عنه: الرسول لم يكن فاحشاً في كلامه ولا لعّاناً ولا سبّاباً، وكان يتصف بحلو المنطق وبالفأل الحسن، ويحب الاسم الحسن ولا يتشاءم ولا يتطير، كان يتصف بالصدق والأمانة حتى لُقب قبل البعثة بالصادق الأمين، كان يُحب العفو والمسامحة فهو من عفى عن كُفّار قريش يوم فتح مكة وقال اذهبوا فأنتم الطُلقاء.