قصر شبرا
هو أحد القصور التاريخيّة مقره في مدينة الطائف، أنشأه علي عبدالله بن عون باشا عام ألف وتسعمائةٍ وأربعة للميلاد، حيث استمر العمل على بنائه لمدة عامين. تحول قصر شبرا إلى متحفٍ إقليمي تابع لمحافظة الطائف، حيث افتُتِحَ لاستقبال الزوار عام ألفٍ وتسعمائة وخمسةٍ وتسعين للميلاد. كان قصر شبرا مقراً للملك عبد العزيز آل سعود والملك فيصل بن عبد العزيز أثناء زيارتهما للمدينة.
بناء القصر
بُني القصر في حي شبرا، حيث تميز البناء بطرازٍ معماري مزج بين الطابعين الإسلامي والروماني، وأيضا ظهرت به أساليب العمارة لمنطقة الحجاز. يعد القصر تحفةً معماريّة غاية في الجمال من الخارج والداخل، تحيط به الأشجار من جميع الجهات، وتغطي جدران القصر وأسقفه النقوش الخشبيّة، وقد اعتبر أحد المعالم الأثريّة في مدينة الطائف. القصر يتكون من قبوٍ في الأسفل تعلوه طوابق أربعة، هذا إضافةً للملاحق الخارجيّة المحيطة بالقصر والحدائق، يوجد في القصر مائة وخمسون غرفةً، وعددُ من المداخل المؤدية إليه، يقع الباب الرئيسي إلى الجانب الغربي منه، صنعت بوابته تلك من الخشب المزخرف. واجهات القصر الأربعة متشابهة تتخللها عددٌ من الأعمدةِ المصنوعةِ من الحجر والنورة، وبهو القصر يحتوي على سلمٍ كبيرٍ مزدوج من الخشب وأرضيته من المرمر يطلق عليه (السلملك)، يمتد هذا السلم للدور الثاني، ، حيث يضم هذا الدور جناحان بهما غرفٌ مختلفةٌ في المساحات، زينت جدرانها بزخرفةٍ متعددة الألوان على شكل أوراقٍ نباتيّة، طُليت أطرافها باللون الذهبي، كما أن أبواب قصر شبرا ونوافذه صًنِعت من الخشب المزخرف، وكذلك الأمر بالنسبة لأسقف القصر، أما سور سطح القصر فينتهي بزخرفةٍ تحمل الطابع الروماني، ويقع القصر في المدينة في شارع يسمى شبرا.
افتتاح القصر
افتُتِحَ القصر قبل تأسيس المملكة العربيّة السعودية، وتحديداً عند فتح الحجاز حيث قام بافتتاحه (الشيخ قعدان بن درويش) شيخ (شمل) وهي قبيلة بني عبدالله من مطير، وتعد قبيلة شمل من أقوى وأكبر القبائل في شبه الجزيرة العربيّة، حيث كان شيخ القبيلة أحد قادة الجيوش التي قامت بافتتاح الحجاز وذلك تحت قيادة الملك عبد العزيز. كان قصر شبرا محصناً يتبع للحامية التركيّة أثناء فترة الحكم العثماني في المنطقة، وبعد تأسيس المملكة وفي بداية تولي آل سعود حكم المنطقة، أصبح مقراً ومسكناً للملك عبد العزيز آل سعود، حيث كان يدير شؤون البلاد من هذا القصر، بعد ذلك تحول القصر لمكتبٍ يستخدمه الملك فيصل بن عبد العزيز أثناء فترة ةلاية العهد، ومن ثم أصبح القصر مكتبا للأمير سلطان بن عبد العزيز أثناء توليه وزارة الدفاع في المملكة، بعد ذلك تحول القصر لمتحفٍ في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، تشرف عليه وزارة المعارف السعوديّة. يضم المتحف نبذةً عن مراحل إنشاء القصر، وشرحاً مفصلاً عن الأحداث التاريخية والسياسيّة والتي شهدها هذا القصر، بالإضافة لاحتوائه على مجموعةٍ من القطع الفخاريّة، والأدوات الحجريّة، والكتابات الصخريّة، وعلى عددٍ من اللوحات من النقوش، بالإضافة لوجود قسم يتحدث عن أشهر الحرف في مدينة الطائف وصناعاتها، كحرفة استخراج الورد الطائفي، وقسم يتحدث عن سوق المدينةِ القديم والذي كان يطلق عليه اسم (الخان)، بالإضافة لعدد من الآثار التي اكتشفت في المدينة تعود لفترات تاريخيّة تمتد لما قبل الإسلام.