يقع نهر النيل في قارة إفريقيا ولطالما سمعنا (مصر هبة النيل)؛ فلولا النيل لما كانت مصر ربّما، وما كانت الدول التي نشأت حضاراتها على جوانبه وأطرافه، فنهر النيل أطول أنهار العالم أجمع، وأغزر أنهار الوطن العربي، ويبلغ طوله 6650 كم؛ أي ما يعادل 4132 ميلاً، ويمرّ النيل بكافّة فروعه بإحدى عشرة دولة هي: إريتريا، وأوغندا، وإثيوبيا، والسودان، وجمهوريّة الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان، وبوروندي، وتنزانيا، ورواندا، وكينيا، ومصر.
ينبع النيل بكافّة فروعه من بحيرة فيكتوريا التي تقع على حدود كلٍّ من أوغندا وتانزانيا وكينيا، وتصنّف فيكتوريا كثالث البحيرات العظمى، وثاني أكبر بحيرة في افريقيا للمياه العذبة، وفيها 3000 جزيرة في منتهى الجمال، واكتسبت اسمها بعد أن وصل لها الرحّالة البريطاني جون هانين سبيك نسبة إلى ملكة بريطانيا فيكتوريا، وقد وصل لها في عام 1858م، ونشأت بحيرة فيكتوريا كمصبٍّ لعدّة أنهار تأتي من عدّة جهات من الجبال التي تذوب ثلوجها لتغذّي البحيرة، ومن هذه الجبال: جبل كينيا البركاني. وفي تانزانيا أعلى قمم أفريقيا كجبل كلمنجارو البركاني، وأيضاً و أوزبارا ولفنجستون، وفي أوغندا جبل روينزوري وجبل كادام.
عند السير من بحيرة فيكتوريا شمالاً، يبدأ ما يسمّى بنيل فيكتوريا، وهو الخط النهري الممتد من البحيرة وحتّى 500كم؛ أي ما يعادل 200 ميل، وهنا ستمرّ وأنت على الطريق شمالاً ببحيرة أصغر حجماً تدعى بحيرة (كييوجا)، وهنا يبدأ ما يسمّى بالسودان بحر الغزال، فتتابع السير حتى يتقاطع بحر الغزال مع ما يسمى نيل ألبرت القادم من بحيرة ألبرت، والّذي يسمّى في السودان ببحر الجبل.
عند تقاطع بحر الغزال ببحر الجبل أو نيل ألبيرت يبدأ النيل الأبيض ويمتدّ على طول مسافة 720 كم؛ أي ما يعادل 445 ميلاً، ويتجاوز الحدود السودانية ليلتقي بالنهر القادم من هضبة إثيوبيا، والّذي يحمل اسم النيل الأزرق.
ومن أهمّ مشاكل وعيوب دول النيل (فيضان النيل)؛ حيث إنّ مصر كانت في العصور السحيقة وقبل الاسلام تلقي عذراءً في مياهه، وتسمّى بعذراء النيل، وذلك حتّى لا يفيض نهر النيل ولا يغرق محاصيل الأهالي، حتّى جاء الاسلام وفتحت مصر، فعلم عمر بن الخطّاب بالقصة، فمنع إلقاء العذراوات، وطلب إلقاء رسالته التي كتب فيها: (من عمر أمير المؤمنين إلى النيل إن كنت تجري من عندك فلا حاجة لنا بك، وإن كنت تجري بفضل الله، فاللهمّ بارك لنا)، حتى إنّ الأقدمين اعتمدوا تقويماً لفيضان النيل؛ حيث يبدأ بموسم الفيضان، ثمّ موسم الظهور وينتهي بموسم الحصاد، ولولا المادّة المسمّية (طمي) لما كانت هناك فائدة من وجود النيل في الزراعة؛ إلّا أنّه مصدر للماء، ولكن الطمي يزوّد المزارعين بالسماد الطبيعي لتحسين محاصيلهم وأرض الزراعة. وقد انتهى الفيضان عام 1970م عند بناء السد العالي.