كان العرب في القدم موجة قوية اجتاحت العالم ككل ، واستطاعوا أن يثبتوا للحضارات جميعاً أن العرب هم الأساس في الحضارة ، وفي التقدم ، وفي الرقي اًجتماعي والأخلاقي ، فكان العربي يتقدم عن الجميع . كان الغرب يبعث البعثات العلمية ، من أجل التواصل مع العرب للحصول على فرص حقيقية للتعليم ، والتباهي بالوضع الإجتماعي الراقي ، فكان الإحتكاك بالعرب في القدم من أهم الأمور التي يحبها الغرب ، واستطاعت اللغة العربية أن تلاقي رواجاً عظيماً بين الحضارات المختلفة ، فانهمرت عليها الحضارات الأخرى من أجل التعلم للتواصل الجيد مع الآخرين في الدول التي استقطبت البعثات العلمية . ومن أهم المناطق العربية التي اشتهرت بالتقدم العلمي دونا عن غيرها هي منطقة الأندلس ، أو ما تعرف بأسبانيا حالياً ، فقد كانت مرتع الحضارة، ومهد العديد من العلماء والمفكرين والأدباء ، فاستطاعوا أن يرتقوا بعلمهم لأعلى الدرجات ، ويحظوا بمكانات علمية مرتفعة للغاية .
ومن أهم علماء الأندلس ، هو العالم الجليل ابن رشد الحفيد الذي استطاع أن يرسم لنفسه صورة قوية بين أقرانه من العلماء ، ويكون الأهم والأبرز ، فاستطاع أن يقدم للحضارة العربية عزة وجلالة لم يعهدها من قبل . وفي حديثنا عن العالم ابن رشد الحفيد وجب الحديث عن سبب التسمية الغريبة والتعريف ومعنى بالعالم في المقام الأول والأخير .
فابن رشد الحفيد : هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد ، ولقب بالحفيد لسبب بسيط أن جده كان يحمل نفس الإسم ، ولكي يتم تفريقهما عن بعض أضيفت كلمة الحفيد بجانب اسمه ، واسم الجد بجانب اسم جده ، فكان الناس يعرفوه بهذه التسمية الغريبة ، التي اشتهر بها فيما بعد .
استطاع ابن رشد الحفيد أن يكون عالماً مشهوراص في مجاله ، فنشأ في أسرة متعلمة ، وصاحبة جاه ، وعلم ، وكان هدفهم في الحياة تطوير العلم ، وإبرازه ، وتوصيله للأمم بسهولة ويسر ، فما كان منه إلا أن درس وقام بالعديد من الأبحاث ، واستطاع أن يكون عالما مشهورا يلجأ إليه الطلبة ليتعلموا ، ويكونوا على قدر كبير من الثقافة وغيرها .
بالإضافة لذلك ، فقد لمع صيت ابن رشد الحفيد في العديد من الدول الأوروبية التي نادت بضرورة استقطاب هذا النوع من العلماء من أجل نقل الحضارة العربية في بلاد الأندلس والمناطق العربية إلى دول الغرب ليتثقفوا ويبنوا حضارات عريقة كالثقافة العربية التي لا مثيل لها .
وخلافاً لما كان في السابق فإن العرب يعانون تقاعسا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية نتيجة لغياب العقول العلمية ، وهجرتها للخارج ، فيجب على الحكومات التدخل من أجل إرجاع الحضارة للعرب كما كانت في سابق عهدهم .
