أبو الريحان البيروتي: هو أحد أهم العلماء المسلمين الذين عرفهم المسلمين ، واستطاعوا أن ينهلوا من علمهم وفنهم ، فهم الأقوي و الأبرز ، واستطاع أبو الريحان أن يرسم لنفسه طريقا محداا ينهجهه بعيدا عن العلماء الذين سبقوه ، فهو لم يكن يطمح ليكون اسم يليق به ، بل عمل بكل جهده لينال علماً واسعاً يفيد البشرية ويقدم لهم ألواناً من العلم الذي كان غابا عن العالم ككل ، ففي تلك الحقبة الزمنية التي وصل فيها العرب إلى العالمية ، كانت دول الغرب تغرق في الثورات والحروب ضد النظام الإقطاعي ، والثورة على الكنيسة التي عملت على ابادتهم ، وتعبيدهم ، حتى أن ما كانو يحصلو عليه من عملهم الجاد لم يكن يتعدى الحصول على وجبة واحدة في اليوم هم و أبنائهم ، وفي هذه الأيام ، كان العرب غارقين في فتوحاتهم الاسلامية ، وضم أكبر دول العالم إلى الاسلام ، بامرة المسلمين ، وسطوتهم ، واستطاع العرب أن يبسطوا سطوتهم على العالم ككل ، من خلال العلم والقوة وغيرها ، حتى أن أبناء الرجال الأغنياء في دول الغرب كانوا يبعثوا أبنائهم في بعثات علمية ، يتعلموا من خلالها اللغة العربية وينهلوا من علوم المسلمين ، وقدرتهم على السيطرة على العالم بالعلم والأخلاق الحميدة التي تركها فيهم النبي صل الله عليه وسلم .
"أبو الريحان البيروتي "
استطاع أبو الريحان البيروتي أن يكون الأول بين الرجال العرب ، في صفوف العلماء المسلمين ، فزاحم ابن سينا ، والرازي ووغيرهم الكثير ، ممن كان يملك العلم والشجاعة والموهبة العلمية الفذة ، فهو الأحق والأجدر من غيره بالحصول على لقب عالم . وفي أوقات لاحقة من العام الذي ذاع فيه صيط البيروتي عرض عليه فرصة للإنخراط بالحياة الإجتماعية والسياسية ، إلا أنه فضل ألا ينخرط مع العالم ليس حرصاً منه على عدم الانخراط بالأخرين ، ولكن لشدة اهتمامه بعلمه ، وبوقته الذي لا يسمح له بأن يضيع لأي سبب كان ، فهذه فرصة كانت تقدم لأعظم الرجال في تلك الفترة ، إلا أنه تخلى عنها لأنه يطمح لأن يكون رجل علم لا رجل سياسة .
توفي البيروني عام 420ه, 1048 م تاركاً وراءه علوماً تدرّس إلى يومنا هذا . حيث استطاع أن يترك تاريخاً خلفه ، يطمح أليه العالمين ، يحاول كل من يهتم به أن يتتبع اخباره بمنتهى الدقة ، فالمعلومات التي قد نحصل عليها من علامة كهذا لا بد أن تكون ثمينة جدا ، ولا تقدر بثمن ، فما اجمل وافضل أن يكون في حضارتنا وثقافتنا علامة كهذا يساعدنا لنعرف تاريخ عربنا ، وطريقة الوصول إلى أرقى المراتب في الوقت الذي كان الغرب فيه غارقاً في الظلام والجهل ، والضيق النفسي والحروب الأهلية والإجتماعية و غيرها .