مكة المكرمة
تقع المدينة المقدسة مكة المكرمة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وتقع فوق دائرتي عرض 25.21 نحو الشمال بين خطي طول 49.39 نحو الشرق، وتحدها من الجهة الجنوبية الغربية المدينة المنورة وتفصل بينهما مسافة تقدر بـ400 كيلو متر، أما مدينة الطائف التي تحدها من الجهة الشرقية فتفصل بينهما 120 كيلومتر، ويعتبر ميناء جدة الإسلامي هو الميناء الأقرب لمكة.
تتصف المنطقة الجيولوجية لمكة المكرمة بأنها صخرية صعبة التكوين، حيث تنتشر فيها الصخور الجرانيتية التي تمتاز بصلابتها، وترتفع مكة عن مستوى سطح البحر بنحو مئتين وسبعة وسبعين مترا.
يذكر بأن تاريخ قيام مدينة مكة المكرمة يعود لأكثر من ألفي عام قبل الميلاد، وكانت في حداثة عهدها عبارة عن قرية صغيرة تشغل حيزا في أحد الأودية الجافة المحاطة بجبال شاهقة الارتفاع، وبدأت مكة تصبح مأهولة بالسكان بعد قدوم الإسلام بشكل ملحوظ، وهي في وقتنا هذا من المدن التي تسجل أكثر زيارة على مستوى العالم نظرا لتوافد المسلمين من كل فج عميق لأداء مناسك الحج والعمرة.
الجغرافيا
تقع مدينة مكة المكرمة داخل حدود إقليم تهامة في الجزء الغربي من منطقة شبه الجزيرة العربية، وتبعد عن البحر الأحمر بنحو 80 كيلومترا، وتكتسي أوديتها بالترسبات من الحصى والرمل، وتعتبر من أكثر المناطق السعودية التي تحتوي على الجبال فمنها جبل النور وجبل ثور وجبل عمر وجبل خندمة وغيرها من الجبال.
تتأثر مكة بالمناخ السائد في شبه الجزيرة العربية، وهو المناخ الصحراوي، ويعزى السبب في ذلك إلى موقع مكة الجغرافي ضمن المنطقة المدارية، حيث ساهمت المسافة الكبيرة بينها وبين البحر الأحمر بجعل المناخ جافا نسبيا، إذ تبلغ درجة الحرارة صيفا نحو 47 درجة مئوية وخاصة في شهر حزيران، أما في فصل الشتاء فيكون مناخها دافئا لا تنخفض درجة الحرارة عن 17 درجة مئوية، تسجل أمطارا بنسبة 80 مليمترا سنويا، وتشهد المدينة هبوبا للرياح من ثلاث اتجاهات وهي شمالية وشمالية غربية وجنوبية غربية.
السكان
تشير إحصائيات التعداد السكاني لعام 2010م إلى أن عدد سكان مكة المكرمة قد بلغ 1675000 نسمة يتوزعون فوق مساحتها الممتدة إلى 850 كم2، ويتمركزون في الأحياء القديمة والجديدة منها، وينشطر سكان مكة وفقا لنوع الأسرة إلى أسر نووية وأخرى ممتدة، فتشكل الأسر الممتدة فيها ما نسبته 11% من إجمالي السكان فيها، أما الأسر النووية فتشكل النسبة الأكبر فيها وهي 89%.
الأهمية وفائدة الدينية
تحظى مكة المكرمة بأهمية وفائدة دينية مرموقة في نفوس المسلمين، فهي العاصمة المقدسة، وأم القرى، وتعتبر المكان الأقدس على سطح الأرض نظرا لما تضمه من معالم إسلامية مقدسة المسجد الحرام وقبلة المسلمين الكعبة المشرفة.
كما تعتبر مكة المكرمة الملقبة بالبلد الأمين نقطة انطلاق الدعوة الإسلامية، ففيها نزل الوحي لأول مرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وهي مقصد المسلمين منذ ذلك الوقت لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة.