جدول المحتويات
الثقة بالنفس
الثقة بالنفس من أهم مفاتيح النجاح، ومن أهم سمات النفس السويّة، والتي هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات، والتي تقود الفرد نحو النجاح الأكاديمي، والعلمي، والاجتماعي، والثقة بالنفس في مفهومها الخاص، وهي الصورة الشخصية المتكونة في العقل لدى الفرد عن نفسه منذ الصغر، وعلى أساس هذه الصورة يتم التعامل والتطور، فالشخص الواثق من نفسه يتحمل الصعوبات، ويتجاوز هذه الصعوبات بسهولة، ويفخر بإنجازاته، ويعمل على تطوير نفسه، ويقبل على القيام بالعديد من المغامرات.
زرع الثقة في نفس الابنة
من واجبنا كآباء وأمهات أن نهتم ونتابع مدى تطور أبنائنا، على الصعيد النفسي والجسماني، وهنالك عدة وسائل ممكن أن تتبع، لزرع الثقة في نفوس الأفراد، ومن هذه الوسائل:
- الاستقلالية: تبدي الابنة منذ صغرها حباً للاستقلالية، ويقع بعض الأهالي في مأزق عدم التعامل مع هذه الخاصية لدى الأبناء، فبدون تخطيطٍ مسبق يتم قمع هذه السمة، فتحرص الأمهات على إنجاز كل ما يجب أن تقوم به ابنتها بنفسها، فمثلاً: تقوم بتبديل ملابسها، واختيار الطعام والشراب لها، واختيار الألوان والألعاب والكتب التي يجب أن تطلع عليها، ومن هنا نحن نوصل الأبناء إلى ما يعرف بالاتكالية، وعدم القدرة على التصرف، لذا من المستحب أن تشجع البنات منذ الصغر على أداء كل ما تحتاجه بنفسها.
- التواصل السليم مع الابنة: اللغة السليمة الواضحة ذات الأساليب السليمة في التواصل هي أهم أسرار التواصل بين الأبناء والآباء، بالاضافة إلى الاستماع وطريقة الكلام اللفظي، أو باستخدام لغة الجسد، والاستماع هو بمثابة المرآة التي ترى من خلالها البنت نفسها، وتنفس عن دواخلها، وهو أيضاً فن له أصول تتبع، ونحن بالتالي نساعد الأبناء في بلورة شخصيتهم، ونحسن العلاقة بين الأبناء وآبائهم.
- الكلام البنّاء: بعض الآباء يستخدم ألفاظاً سيئة عند التحدث مع الأبناء، وهذه الألفاظ تسهم في تشويه الصورة العامة للبنت عن نفسها، وتؤصل بعض الكلام لتلقي بظلالها في نفسها وشخصيتها، فعندما يستخدم الأب لفظة "أنتِ كسولة" على سبيل المثال، فهو يؤصل صفة الكسل في نفس البنت، ويوجهها لا إرادياً نحو الكسل واتباعه ومحاولة البحث عمّن يسمعها هذه الكلمات وعبارات من المحيط الخارجي، فلنحرص على استخدام الألفاظ الجميلة واللطيفة التي تعمل على بناء شخصية الأبناء، وتعزز ثقتهم بأنفسهم.
- اللوم: من الواجب تدريب وتعليم البنت على تحمل مسؤولياتها، وحماية نفسها، وحل مشكلاتها بنفسها، دون أن تعلق ما هى اسباب فشلها، وخسارتها على الآخرين، فعلى سبيل المثال: لا تسمح للابنة بأن تتهم معلمتها في حال رسوبها في الامتحان، وفي حقيقة الأمر أنها لم تدرس وتجتهد.
- الثبات في المعاملة مع الابنة: نرى أن هنالك تناقضاً يبدر من الآباء في التعامل مع الأبناء، وقد يستخدم الآباء عدة طرق ووسائل للتعامل مع الأبناء، مثل أن يحزم الأب في معاملته وتتساهل الأم، أو يسمح الأب بسلوك ، وتقوم الأم بمنعه وذلك لأن البنت دائما أقرب لوالدها، وهنا تضيع البنت بين إرضاء الأم أو إرضاء الأب، ومن الواجب أن يتفق الأب والأم على تعرف ما هو مسموح وتعرف ما هو ممنوع فيما يخصها، وتعرف على ما هى الطريقة المتبعة المثلى في تربية ابنتهم.
- قبول الابنة: وقبول الابنة يكون بتقبلها كتعرف على ما هى عليه، لا كما يريده الآباء أن يكون، والتي هي الصورة المثالية، ومن هنا تشعر الابنة بقيمتها، رغم ما فيها من عيوب، فتحب نفسها أولاً، ومن ثم تحب محيطها، وهذا يكون بالإيمان بفرديتها وخصوصيتها، فهي تحمل شخصية ذات بصمة مختلفة عن البقية من أقرانها، ولها مواطن قوة يجب التركيز عليها وتطويرها.
- عدم مقارنة الابنة بالآخرين: ومثل هذا السلوك الناتج من الآباء تشعر الابنة بالدونية، والقصور الذاتي، ومن المفترض أن نقارنها بنفسها في مراحل سابقة، وتشجيعها لتتحسن وتتطور باستمرار.
- الفصل بين الابنة وأفعالها: من الممكن أن ننتقد سلوك الابنة ونرفضه، ولكن لا يكون ذلك على حساب نفسيتها، كأن نقول: أنتِ بنت مهذبة وأنا أحبك، لكن لا أحب رسوبك في الامتحان.
- أن تكون الأم قدوة حسنة لابنتها، في كل وقت وحال.