فاقد الأم
لا أَجِدُ كَلِمات قَد تُوصفُ الأمّ سِوى أنّها هِيَ الحياةُ بأكمَلِها فَمِن غيرِها يَذهَبُ النّور مِنَ الوَجه وَيشيخُ فَجأة مَنْ فَقَدَ أمّهُ مَرّةً واحِدة لِغِيابِ القلبِ والحبِّ والحنانِ لأنّ هَذِهِ الصّفاتِ لا تُوجد إلاّ فِي قلبِ الأم وما أعظَمُهُ مِن قَلب، فالعِجِيّ هُوَ اللّقب الذي يُطلق على مَن فَقَدَ والِدتهُ، وهُناك ألقاب لِمَن يَفقِدَ أحدَ والِديهِ أو الإثنينِ مَعاً وَهذِهِ الألقاب هِيَ:
- اليَتيم: وَهُوَ مَن فَقَدَُ أباهُ.
- العِجِيّ: وَهُوَ مَن فَقَدَ أمّهُ .
- الّلطيم: وَهُوَ الّذي فَقَدَُ أبويهِ مَعاً.
فَهذهِ الألقابُ تُطلق على الأشخاصِ قَبلَ بُلوغ سِنّ الرّشد وَتنتهي هَذِهِ الألقابُ عِندَ البُلوغ.
كَيفيّة التّعاملِ مَع فاقدِ الأم
هَنيئاً لِمَن كانَت أمّهُ على قيدِ الحياةِ وَهِيَ بأكمَلِ صِحّتها ويا عَذابِ مَن فَقَدَها ويا حَسرَتاه على قَلبهِ الحَزين الّذي رَسَمَت لهُ الحياة حُزن وَغُصّة فِي القلبِ قَد لا تَشفيهِ الّدُنيا بأكمَلِها، فَليسَ لهُ أحَد مِن بَعدها ولا قلبٌ مِثلَ قَلبها ولا شعورٌ بَعدَ شُعورها، فالإنسان عِندَما يَبلغُ سِنّ الرُّشدِ مِنَ المُمكن أن يَتَحَمّل هَذِهِ الصّدمةِ فِي حياتهِ مَع أنّهُ يَحتاجُها فِي حياتهِ، والأسوأ شعوراً هُوَ أن تَمُوتَ الأم والطّفلُ ما زالَ لَم يَبلغ سِنّ الرشد فَمَن سَيعطِف عَليهِ ويرعاهُ !!! رِفقاً بِهِم عِندَ التّعامُلِ مَعَهُم فَفِي قَلبهِ يَتَحَمّل مالا تتحمّلهُ الجبال بأكمَلِها فَيَجِب أن يُكونَ التّعامُلِ مَعَهُم بِصورةٍ مُختلفة وَيَكونُ ذلك:
- العَطفُ عليهم: هُم يَفقِدونَ شَيء كبير فِي حياتهم وهي العَطفِ ويحتاجونها هؤلاءِ الصّغارِ مِنَ العُمرِ حتّى يَكبرُ وَيَعتَمِدَ على نَفسهِ، وَيكونُ العَطفُ بالاهتمامِ بهم وَمُساعَدَتِهِم وتلبيةِ جَميعَ رغباتِهِم لأنّ الرّسول صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا)، فَهنيئاً لِمَن تَكفّل اليتيم وأعطَفَ عليهِ وقام بما يستطيعُ لمساعدتهُ فهو سيَكون مَعَ الرّسولِ عليهِ السّلام في الجنّة.
أهميّة الأم
الأم مهمّة في حياتك فهي الشخص الوحيد التي تستقبلك في جميعِ حالاتك وليس لها غاية من حبّها لك ولا مصلحة فأين ممكن أن تجد هذا الشيء في قلوبِ البشر !!!، رفقاً بحالها عندما تكبر واعطف عليها واكسب رضاها إذا كانت موجودة في حياتك لأنّ رضاها مربوط ومقرون برضا الله والنجاحِ في الدّنيا والآخرة، فهي تحمّلتكَ وأنت صغير ولم تدع أحد أن يمنّ عليك وكانت معكَ في الدّنيا التي أتعبتها.
واجباتنا نحوَ الأم
هُناكَ واجِبات عَلينا أن نَفعَلَها تَقديراً وَتَقدِيساً للأمّ فِي حَياتنا وَهِيَ:
- الاهتمامُ بِها: إذا لَم تَهتَمّ بأمّكَ فَبِمَن سَتَهتَمّ وَهِيَ أصلُ الحَياةِ فِي حَياتنا، فاهتَمَّ بِها وَكُن بَجانِبِها وَلبّي جَمِيعَ مطالبها حتّى ولو كانَت مستحيلة.
- الرّعاية: عِندما تَكبرُ الأمّ تَحتاجُ إلى الرّعاية والكَلِمَة الطيّبة لتَخفيفِ ما رأتهُ فِي حياتها وتدخلَ السرورَ إلى قلبها.
- الدُعاءِ لها: إذا لَم تَكُن مَوجودَةٌ فِي حَياتِك فَادعُو لها فِي كُلّ صَلاة وَفِي كُلّ وَقت فَهِيَ أجمَلُ هَديّة قَد تُقدّمها إلى والِدَتُكَ وَهِيَ عِندَ خالِقها سِواء كانَت على قَيدِ الحياةِ أو مُتَوفّية إدعو لها دَائماً بالجنّة والمغفرة.
فَكلّ أمر نَفعلهُ لوالدينا هِيَ رِسالة نُرسلها لأبنائنا فِي المُستَقبل بِنَفسِ الطّريقة التي عامَلنا فِيها والِدَينا، فَهنيئاً لِمَن أرضَى والِديهِ قَبلَ أن يُغادرانِ الحياة، فَ دائماً راجِع حِساباتك مع تَعامُلكَ مَع والِديك حَتّى لا يَغضَبُ اللهُ عَليكَ وليعامُلوكَ أبنائكَ في المستقبل بِما تُحبُّ وتَرضَى.