يحتاج الإنسان في كافة مراحله العمرية إلى حمض الفوليك ؛ لمساعدة الجسم على إنتاج كريات الدم الحمراء ، وإنتاج خلايا جديدة سليمة . فيما تزداد حاجته لدى النساء اللواتي يرغبن في الحمل بشكل اكبر ؛ لأنَّه يساعد على منع التشوُّهات الخلقية في الدماغ والعمود الفقري .
وحمض الفوليك أحد فيتامينات "ب" وخاصة "ب9" المعقدة والذائبة في الماء ؛ لذا فهو فيتامين آمن، الفائض منه يخرج مع البول . وله دور أساسي في تكوين البروتين والدهون بشكل سليم، وفي إنتاج الحمض النووي RNA و DNA ، المهمّين في عملية النمو السريع كالحمل، والطفولة، والمراهقة .
لا يخلو الغذاء الطبيعي من حمض الفوليك ، إذ يوجد في بعض الأغذية، منها : الحمضياتُ، الخضروات الورقية، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والبقول (الفاصوليا اليابسة والبازلاَّء)، والمكسَّرات، وفي اللحوم وخاصة الكبد، وكبد الدجاج، وصفار البيض، وفي المواد الغذائية المدّعمة بحمض الفوليك، ومنها: الأرز الأبيض، والدقيق، والخبز، والذرة، والحبوب، والمعكرونة.
تزداد الحاجة إلى حمض الفوليك لدى المرأة الحامل، خاصة في الأشهر الثلاث الأولى، أو قبلها في مرحلة (الإخصاب) أو التخطيط للحمل، فينصح الطبيب بتناول حمض الفوليك على شكل حبوب أو أقراص، باعتباره أساسي لنمو وتطور الجنين في أيامه الأولى بشكل طبيعي، ويساعد في منع التشوهات الخُلقية، التي تصيب الجهاز العصبي المركزي في الدماغ والنخاع الشوكي للجنين، والمعروفة بــ (تشوهات الأنبوب العصبي)، التي تسبب الإعاقة بشكل كبير للجنين فترة تكونه في الأسابيع الأربعة الأولى من الإخصاب، أي قبل أن تعرف المرأة أنها حامل، وتأخذ التشوهات عدة أشكال، أكثرها: (الظهر المشقوق، وغياب الدماغ، وعيوب الأنبوبة العصبية، والشفة الأرنبية، وشق الحنك، ومتلازمة دوان، عدا عن مشاكل وعيوب في القلب والكلى الخلقية) .
وينصح بتناول ما بين 400-800 مكروغرام من حمض الفوليك يومياً للنساء في سنِّ الإنجاب، يشمل النساءَ اللواتي لا يرغبن في الحمل . بينما تحتاج النساءُ المُرضِعات إلى 500 مكروغرام من حمض الفوليك يومياً . والحوامل 400 مكروغرام يومياً -بحسب ما يقرره الطبيب المختص- .
على الرغم من توفر حمض الفوليك في الأغذية، وفي المكملات الغذائية التي يتناولها الإنسان يومياً، إلا أنه لا يكفي لحاجة المرأة منه، ذلك أن منافعه لا تتساوى، وتعطي نتائج منافع مثل تناول حمض الفوليك كحبوب .
ولن تحصل النساء والحوامل منهن على جميع المغذِّيات التي تحتاج إليها يومياً من الغذاء وحده ؛ لذلك من المهمِّ تناولُ فيتامين يحتوي على حمض الفوليك، للحصول على المتطلَّبات اليومية الموصى بها بحسب الطبيب المختص ؛ ذلك لأن قدرة الجسم على امتصاص حمض الفوليك من مصادرة الطبيعية أقل من قدرته على امتصاصه كدواء، وكذلك بسبب سوء العادات الغذائية، والسرعة العالية لتلف حمض الفوليك في الطبخ .
وأثبتت الدراسات إلى أن هناك فوائد عديدة لحمض الفوليك في منع بعض انواع فقر الدم، ومقاومة التجلطات، وتصلب الشرايين، وبعض انواع السرطانات، والزهايمر .