ما لا شك فيه مشكلة أنّ التضخّم السكاني مشكلة تعاني منها بلادنا وتؤثّر على رسم خطط المستقبل بشكل كبير. هذا التضخّم يشكّل عبء علي الدّولة في صعوبة توفير الرعاية لكل هذا العدد من السّكان ومنها التّعليم والصّحة والعمل وغيرها الكثير.وهذا التضخّم سيؤدّي بنا إلى خيارين لا ثالث بينهما أمّا تقديم خدمات ذات جودة أقل أو تقديمها لفئة دون أخرى وأي من الطريقين غير مرضي ويخلف عنه جيل ضعيف لايقدر علي رفع عماد الأمة فيما بعد. لذللك لجأت الأسره إلى فكرة تحديد النسل.
فكره تحديد النّسل فكرة بنّاءة من الدّرجة الأولى ومهما أنفق عليها من الدّعاية والتوعيه فهذه الأموال لا تضيع هباءاً لأنّها توفّر مبالغ طائلة في المستقبل تنفق علي أضعاف الأعداد الموجودة حاليّاً . وعند انطلاق فكرة تحديد النّسل بدأت تنطلق الدّراسات والخطط لتحديد أهم المحاور المستهدفة واحسن وأفضل الطّرق للتوعية والما هى اسباب الحقيقيّة وراء هذا التضخّم .بعد الدّراسات لسنوات بالتّوازي مع الزيارات المتتابعة لبؤر التضخّم وجد أن الجّهل هو العامل الأساسي في المشكلة .
تحديد النسل وثقافة المجتمع:بعض من النّاس يتخوفون من موضوع تحديد النّسل حيث يكون هذا منافي للدين ولكن هذا مرفوض طبعاً وقد أقر بذلك كبار العلماء والشّيوخ أنّها فكرة صائبة فخير لك أن تترك خلفاً صالح قوي متعلم خيراً من أن تترك خلفاً جاهل ضعيف .بعض الأماكن وخصوصاً الأرياف تتبنّى عقيدة العزوة وهو إنجاب الكثير من الأولاد أو إنجاب الذّكر لكي يخلف أبيه في تجارته أو زراعته وهذا غير حقيقي فالعزوة ليست بالعدد ولكن بالأولاد المتعلّمين المثقّفين ولا فرق بين ذكر وأنثى في إدارة الأعمال فكل منهم إنسان له فكره وأحلامه.
خطط تحديد النسل:انطلقت قوافل تنظيم الأسرة ومعها خططها المنظّمة حيث كان العمل علي جميع المحاور.
أولاً: التوعية بالمدارس منذ الصّغر بأن أسرة صغيرة سعيدة أفضل.
ثانياً: زيارات للقرى الصغيرة التي يقل بها عدد المتعلّمين وتوعيتهم عن أهميّة تحديد النّسل وأهميّته.
ثالثاً: تخفيض سعر وسائل تحديد النّسل الطبيّة وتوفيرها بجميع الوحدات الصحيّة لسهولة تداولها.
رابعاً: الدّعاية الإعلامية عن أهميّة تحديد النّسل وفوائده وعرض جميع الوسائل الطبية وأماكن تواجدها وتعدّد أنواعها لسهولة الغختيار فيما بينها.
كل هذه الجهود كانت ناجحة لأنّها حقّقت أهدافها إن اخفقت قليلاً لكن بمرور الوقت وتعاقب الأجيال تم تأسيس معتقدات جديدة في أذهانهم وهي أسرة صغيرة سعيدة تساوي حياة أفضل.