تقع موناكو على شاطئ الريفييرا الفرنسيّ، وفي حدودها من جهاتها الثلاث تقع فرنسا، ومن جهتها الرابعة تقع إيطاليا، وهي تلقب بشكل رسميّ باسم إمارة موناكو؛ أي إنّها دولة مَدنيّة ذات سيادة مُنفصلة. يعيش على أرضها التي تبلغ مساحتها 1.98 كيلو متر مربّع حوالي 36 ألف نسمة من السكان، وتُعدّ البطالة أمراً لا وجود له فيها، فنسبته تُعادل 0%، وليس هذا فحسب؛ بل إنّها تستقبل عمالةً من خارج حدودها من فرنسا وإيطاليا تصل إلى قرابة 40 ألف شخص. خضعت هذه الدولة الصغيرة إلى عمليّات توسيع شملت تكبير مساحة ميناء هرقل، وهذا جعل مساحتها تصل إلى حوالي 2.05 كيلو متر مربّع، وهي تخطّط أيضاً إلى القيام بعمليّات توسيع أخرى؛ حيث إنّهم يأملون باستصلاح الأراضي الواقعة على البحر الأبيض المتوسّط.
ويُعدّ نظام الحكم لدولة موناكو ملكيّاً دستوريّاً، ويسمى قائدها بالأمير، وتُعدّ عائلة آل غريمالدي الحاكمة لموناكو منذ زمن بعيد، ولكن كان هناك فترات لم يحظوا بالحكم إلّا أنّها كانت قصيرة، وبالرغم من توقيع معاهدات بين فرنسا وموناكو اعترفت فرنسا بموجبها بسيادة هذه الدولة، إلّا أنّ مسؤولية الدفاع عن أراضيها مسألة متعلقة بفرنسا.
وتسميتها باسم موناكو يعود إلى الزّمن القديم؛ أي إلى القرن السادس ما قبل الميلاد، فقد كانت قريبةً من اليونان ومستعمراتها، وقد أسموها مونويكوس والّتي تعني البيت الواحد أو السكن الواحد أو العيش بعيداً عن الآخرين، فلطالما كانت هذه الدولة مُستقلّةً وبعيدةً عن الآخرين، وتعطي شعوراً وإحساساً بالاستقرار؛ فكلمة مونوس وحيد أو مُنفرد. وهناك أسطورة قديمة تقول بأنّ هرقل أتى بطريقه إلى منطقة موناكو، وهناك تحوّل بعيداً عن مرأى الآلهة الآخرين السابقين، فلذلك قاموا ببناء معبد له هناك يسمّى معبد هرقل مونويكوس، وقد كان يعتبر منزلاً لهرقل، وكان المعبد الوحيد فيها، واتخذت المنطقة اسم مونويكوس.
لهذه الدولة جمال خلّاب وبيئة رائعة زادتها جمال لريفييرا الفرنسيّة التي تحيط بها، وأراضي إيطاليا القريبة عليها، ومعظم تضاريسها جبليّة، وتقع في بداية هضاب جبال الألب، وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسّط. ومعظم من يسكن هذه الدولة الصغيرة هم من الفرنسيين، وهناك أيضاً الموناكيّون والّذين عددهم يعدّ أقل من الفرنسيين والآخرين من الإيطاليين. واللغة الرسميّة للبلاد هي الفرنسيّة كون أنّ نسبتهم هي الأعلى، وهناك الإيطاليّة والإنجليزيّة، بينما يتحدث الموناكيون لهجةً منحدرةً من اللهجة التي يستخدمها أهل جنوة. أمّا عن الدين الرسمي فهو المسيحيّة الكاثوليكيّة، وتضمن الدولة حريّة التديّن لكافة أفرادها.