هو من الأمراض الذي يدل اسمه على ماهيته ، ومن مصطلحات التي تُطلق على هذا النوع من الأمراض الوراثية انحلال الدم الفولي ، الفوال ، فقر الدم الناجم عن عوز سداسي فوسفات الجلوكوز النازع للهيدروجين ، ألا وهو مرض أنيميا الفول .
ويعتبر هذا المرض من الأمراض المنتشرة والشائعة في جميع أنحاء العالم ، وينتج هذا المرض بسبب العوز الوراثي في أنزيم يدعى سداسي فوسفات الجلوكوز ، وهو الأنزيم المهم لعمل وسلامة الكريات الحمراء ، كون أن هذا الانزيم يساهم في السلسلة من التفاعلات التي تحدث في الكرية الحمراء وتؤدي في نهاية الأمر إلى انتاج مادة الغلوثاثيون التي من شأنها حماية الكريات الجمراء من التكسر، ممّا يجعلها قابلة للانحلال والتكسر في حال تعرضها لبعض من المواد المؤكسدة منها الفول الأخضر .
سبب حدوث هذا المرض يعود للطفرة المتواجدة على صبغي إكس وهذا يعني أن هذا المرض ينتقل بالوراثة المرتبطة و المتعلقة بالجنس . حيث يقع الجين الخاص بأنزيم سداسي فوسفات الجلوكوز النازع للهيدروجين في الشريط 28 للذراع الطويلة من صبغي إكس . مع الإشارة إلى أنّ جميع الأمراض الوراثي والمتعلقة بالصبغي إكس مثل نقص هذا الانزيم تكون تأثيرها على الرجال أكثر من النساء . ينتقل أنيميا الفول من الأم الحاملة له ، بالإضافة لأن المصابين بالمرض من الذكور يقوموا بنقل المرض لكنهم ينقلونه فقط إلى بناتهم دون لأبنائهم مطلقاً ، وقد يظهر مرض أنيميا القول في القليل من الأحيان عند الاناث .
مرض انيميا الفول لا يملك أعراضاً تميزه عن سائر أعراض الأمراض الأُخرى مع تفاوت ظهور هذه الأعراض من ناحية السن فقد تظهر أعراضه عند الأطفال الحديثي الولادة مباشرة من بعد الولادة حيث يكون اليرقان وتركيز البيليروبين مستواه أعلى من المستوى المعتاد عند الأطفال الطبيعين ، ولذلك تشترك أعراضه مع عدد من أعراض الأمراض الأُخرى المسببة للانحلال في الخلايا الحمراء ونذكر منها :
- الشحوب .
- التعب والشعور بالارهاق .
- الشعور بألم في البطن .
- الألم في القدمين .
- اليرقان أو الاصفرار الحاصل في اللون .
وغالباً ما يتم ظهور هذه أعراض المرض عند تناول المريض بعض الأطعمة مثل البقوليات بكافة أنواعها وبشكل خاص البازلاء، الفول ، العدس والفاصولياء كونها من المواد المكسرة للدم . وأيضاً في حال تناول بعض الأنواع من الأدوية ومن عائلات الأدوية المسببة لفقر الدم الانحلالي أو انيميا الفول :
- مضادات الطفيليات .
- مضادات الاقياء .
- مضادات الملاريا .
- مضادات السل .
- أدوية القلب .
- أحياناً البنسلين .
- بعض الأدوية المسكنة للألم .
مع امكانية ظهور أعراض انيميا الفول من دون أن يتعرض الشخص للإصابة بأي مرض أو تناول أي نوع من المواد المؤكسدة مثل البقوليات . ولوحظ أيضاً بأن مريض الثلاسيميا أو الأنيميا المنجلية هو مصاب أيضاً بانيميا الفول .
من الناحية العلاجية للمرض لم يتم التوصل إلى الآن لأي علاج و دواء يقوم بالشفاء منه أو منعه من الانتقال ، ويبقى العلاج و دواء لتجنب تكسر الدم بتجنب التعرض للمواد المؤكسدة ، كما تجنب الاصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية . مع ضرورة الاشارة في حال كان التكسر الحاصل في كريات الدم الحمراء حاداً شديداً فمن شأنه أن يسبب فقراً شديداً في الدم ، لذا تتطلب هذه الحالة اسعاف المصاب فوراً لنقل الدم له تحت اشراف الطبيب مع إمكانية تكرار عملية نقل الدم أكثر من مرة واحدة . وفي بعض الأحيان يتطلّب الأمر أيضاً مراقبة وظائف الكلى نظراً للخوف من إمكانية الاصابة بالفشل الكلوي .
