البعوض
يعتبر البعوض من الحشرات التي تتغذّى على دم الإنسان، وهي أكثر الحشرات الماصّة للدماء انتشاراً؛ ممّا تسبّب أمراضاً عديدة، مثل: مرض الملاريا، كما يسبّب البعوض الإزعاج أيضاً. تتميّز أنثى البعوض بفمٍ ذي أجزاء بارزة؛ لمساعدتها على ثقب الجلد ومص الدم؛ حيث إنها هي الوحيدة التي تعيش على دم الإنسان؛ لأنها تحتاج إليه في إنتاج البيض، في حين أنّ الذكر يعيش على رحيق الأزهار وعصارة النباتات.
هناك أنواع عديدة للبعوض؛ حيث صنّفها العلماء إلى ما يقارب 3000 نوع؛ حيث إن هناك أنواع تعمل على نقل الديدان الطفيلية إلى جسم الإنسان، أو نقل فيروسات التهاب الدماغ، وبعضها يعمل على نقل فيروس الحمى الصفراء. يتجمّع البعوض في الأماكن الرطبة والمائية، كالبرك، والمستنقعات، وتجمّعات مياه الأمطار، وحمامات السباحة غير المستعملة، وخزانات المياه غير المغطاة؛ حيث إن الأنثى تضع بيضها على سطح الماء.
تخرج من البيضة التي تفقس خلال يوم أو يومين فقط يرقة صغيرة، طولها مليمتر واحد فقط، لها رأس صغير عليه شعيرات تعمل على مساعدتها على السباحة؛ لتالبحث عن طعامها في الماء.
تغرز البعوضة ستّة أجزاء تشبه الإبر تسمى (القليمات) في جلد فريستها، التي ربّما تكون إنساناً، أو حيواناً، أو طيراً، وينساب منها اللعاب لمنع تخثر الدم، وبذلك يسهل عليها شربه بسهولة، ويعاني أغلب الناس من حساسية لعاب البعوض، ونتيجة لذلك تنشاً دمامل صغيرة مثيرة للحك تسمى (دمامل لسعة البعوض).
الأمراض التي تسببها لدغة البعوض
هناك أمراض عديدة يمكن أن تسببها لدغة البعوض، وخاصة عند الأطفال، ومن هذه الأمراض ما يلي:
- من الممكن أن تسبب التهابات؛ حيث يظهر تورم للجلد، ويظهر تورم حول مكان الإصابة.
- مرض الملاريا: ويسبّبه نوع من أنواع البعوض يسمى (الأنوفيلس)، الذي يعيش في الأودية ومناطق الريف.
- مرض الحمى الصفراء: يوجد البعوض المسبّب له في أفريقيا، وأمريكيا الوسطى، وأمريكا الجنوبية.
- مرض الفلاريا (داء الفيل) .
- حمى الضنك: ويسببّها نوع من البعوض يسمى (ايدس اجبتاي)، وهي تعيش بالقرب من المناطق السكنية.
- مرض حمى الوادي المتصدع: وهو مرض يحدث للإنسان أو الحيوان، ويسبّبه نوع من البعوض يسمى (إيدس فكسن أربينسز)، يعيش في المياه الصافية، أو الأودية، أو بالقرب من الأنهار.
- حمى الدنجي: وهي حمى تشبه الملاريا، وتنقلها بعوضة الحمى الصفراء وبعوضة النمر الآسيوي، وتنتشر في مصر والسعودية والسودان.
- مرض فيروس النيل الغربي: ويحدث غالباً للأشخاص ذوي المناعة القليلة، مثل: الأطفال، وكبار السن، وينتشر البعوض المسبب له في جنوب غرب آسيا، وفي جنوب ووسط أفريقيا وأوروبا، وفي الشرق الأوسط أيضاً.
- التهاب الدماغ والعمود الفقري: ويعد هذا المرض من الأمراض الخطيرة التي تصيب جسم الإنسان، ويمكن أن تؤدي إلى الموت، وينقلها البعوض ذو الذيل الأسود الذي يعرف أيضاً بـ (كوليستا ميلا نورا)، والذي يتغذى على الطيور الجارحة.
- مرض ديدان الحيوانات: وهو مرض يصيب الحيوانات الأليفة وخاصة الكلاب، ويمكن علاجه عن طريق طريقة طبية يصفها الطبيب البيطري، وينصح بعلاجه مبكراً، وقبل تفاقم المرض وانتشاره في الأجهزة الحيويّة عند الحيوان المصاب.
طرق ووسائل الانتهاء والتخلص من البعوض
- رش المبيدات الحشرية للتخلّص من البعوض المنتشر في البيوت، والمباني الأخرى، ومن الممكن رش المبيدات أيضاً في الحقول، والمنتزهات، والغابات، والحدائق إذا لزم الأمر.
- صرف المياه المتراكمة، والتي يكثر فيها تكاثر البعوض، أو رش الزيت أو المبيدات الحشرية عليها؛ لمنع التكاثر.
- المقاومة الحيوية أو التحكم الحيوي: وذلك عن طريق استعمال أنواع معينة من السمك تتغذّى على يرقات البعوض.
- استخدام المضارب، والتي انتشرت بكثرة في هذه الأيام، وهي طريقة فعالة، ولكنها تصدر أصواتاً مزعجة، وتتطلب منك أن تبقى مستيقظاً طوال الليل، وأن تركز بعض الشيء لرؤية البعوض والقضاء عليه.
- استخدام الناموسية، وهي طريقة تقليدية قديمة، ولكنها فعالة جداً وآمنة.
- استخدام مصيدة البعوض الذباب، وهي طريقة آمنة جداً، وفعالة أيضاً، وهي أقل تكلفة للقضاء على البعوض.
- استعمال بعض البرامج التي يتم تنزيلها عبر الحاسوب أو الجوال، والتي يمكنها أن تصدر موجات فوق صوتية عبر السماعات تعمل على طرد البعوض، ولكنها من الممكن أن تقصر عمر البطارية.
- التأكد من عدم وجود فتحات يمكن أن يدخل من خلالها البعوض، وبالتالي يبقى المكان خالياً من الحشرات المزعجة كالذباب أيضاً.
- زراعة نبات (السيترونيلات)؛ وهي نبتة تعمل على طرد البعوض، والتي يمكن زراعتها بسهولة، كما يمكن أيضاً زراعة شجرة (النيم) التي تعتبر طاردةً للبعوض والحشرات المزعجة.
- رش الديت على جسم الإنسان، وهي مادة آمنة، ويمكن استخدامها للأطفال أيضاً، وهي منتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا للقضاء على البعوض، ويمكن استعمالها في اى وقت وأي مكان.
- تجنب ممارسة أي عمل أثناء الليل، وهو الوقت الذي يمارس البعوض فيه نشاطه، وخاصّةً بالقرب من الأماكن المليئة بالبعوض.
- استخدام المواد الطاردة للبعوض، مثل: زيت عشب الأترجية العطري؛ حيث يحتوي على مادة (دي إي إي تي)، وهو فعّال بدرجة كبيرة جداً.
- الانتهاء والتخلص من مأوى البعوض.
- تنظيف بالوعات المياه باستمرار.
- منع تجمعات المياه، وخاصة حول الأبنية وفوق السطوح.
- تنظيف مياه حمامات السباحة باستمرار.
- تنظيف مياه شرب الحيوانات الأليفة التي تربى في المنزل.
- تربية الأسماك التي تتغذى على بيض البعوض مثل (جامبوسيا).
- استخدام مبيدات اليرقات التي يمكن وضعها في المياه؛ لمنع تكون البيض
- إضاءة المنطقة التي يكثر فيها البعوض، والتي تشبه إضاءة الضباب؛ حيث تحتوي على مادة (بيريثرين)، التي تعمل على طرد البعوض بشكل مؤقت.
- استخدام آلات تصدر صوتاً يشبه أصوات السرمان، وما زالت تحت البحث العلمي، ولم تصدر مدى فعاليتها بعد.
علاج و دواء حكّة البعوض
- وضع أحد المراهم التالية: هيدروكورتيزون، وكلامين، وبينزيل بنزوات.
- زيت أبو فاس: وهو سائل يشبه الفيكس .
- زبدة الفول السوداني: حيث يتم وضعها على مكان الانتفاخ الناتج عن قرصة البعوض .
- وضع ماء بارد على مكان الحكة .
فوائد البعوض
على الرغم من أنّ البعوض ناقل جيّد للأمراض الخطيرة، إلا أن هناك فوائد عديدة للبعوض، نلخّصها فيما يلي:
- يعمل على تنشيط جهاز المناعة في الجسم عند الإنسان.
- له دور كبير في السلسلة الغذائية؛ حيث إن انقراضه يعدّ مشكلةً بالنسبة للضفادع والعناكب؛ لأنها تتغذّى عليه.