الجمل من الحيوانات المعروفة في البلاد العربية بكثرة، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بلفظ الإبل، وله العديد من الأسماء أيضاً، ويُطلق عليه العرب لقب سفينة الصحراء، نظراً لتأقلمه على العيش في البيئة الصحراوية، وهو من الثديات، وينتمي إلى رتبة شفعيات الأصابع، أما فصيلته فهي الجمليات، ويوجد على ظهره كتلة دهنية كبيرة يُطلق عليها اسم السّنام، أما جلده فيغطيه الوبر، والجدير بالذكر أن للجمل عدة أنواع وأحجام، والبعض منه بسنام واحد، والبعض الآخر بسنامين، وهو حيوانٌ معروفٌ بالصبر والقدرة على التحمل، وقد أشار الله تعالى في سورة الغاشية إلى عظيم خَلق الإبل بقوله : “أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17″، لذلك سنقوم باستعراض مظاهر تكيف الجمل في الصحراء خلال هذا المقال.

مظاهر تكيف الجمل في الصحراء

يُعرف عن الجمل أنه من أكثر الحيوانات قدرةً على العيش في البيئة الصحراوية، و إنه قادر على تحمل الجوع والعطش ودرجات الحرارة المرتفعة، كما يستطيع السير لمسافاتٍ طويلةٍ دون ان يشعر بالتعب، ومن أهم مظاهر تكيف الجمل في الصحراء ما يلي:

  • يمتلك الجمل صفاتً جسديّة كثيرة تُساعده على التكيف، ومن أهمها السّنام، وهو كتلة من الدّهن يُخزّن فيها الجمل غذاءه فيه على شكل دهون.
  • يحول الجمل الطعام الذي يتناوله إلى مواد دهنية ويخزنها في هذه الكتلة التي يحملها على ظهره، ويعمل الدهن الموجود في السنام على ترطيب الجسم وإمداده بالطاقة طول الوقت.
  • يُساعد وجود السّنام على تحمل قلة توفر الطعام في البيئة الصحراوية لوقتٍ طويل.
  • يتكون أنف الجمل من شكلٍ غريبٍ فيه فتحات تحتوي على عضلات يستطيع الجمل التحكم في إغلاقها وفتحها، وذلك ليستطيع حماية نفسه من دخول الأتربة والغبار عند هبوب العواصف الرملية والرياح الشديدة في الصحراء.
  • يكون أنف الجمل مجعداّ من الداخل، وذلك كي يستطيع تبريد الهواء الصحراوي الحار، الداخل إليه في عملية الشهيق، وكي يستطيع تحويل الهواء أثناء عملية الزفير إلى قطرات متكاثفة من الماء كي يستخدم هذا الماء لترطيب جسمه.
  • يتكون كبد الجمل من تركيبةٍ فريدةٍ من نوعها، إذ انه مقسم إلى فصوص.
  • يفصل بين هذه الفصوص أغشية من نسيج ليفي كي يستطيع الكبد الاستفادة من السوائل والدم أقصى ما يمكن.
  • يمتلك الجمل فماً كبيراً يتكون من شفاه سفلية مشقوقة، كي يستطيع تناول الأعشاب والبناتات الصحراوية الشوكية بكل سهولة دون أن تسبب له الأذى.
  • يملك الجمل قواطع سنيّة في فمه قادرة على مضغ الأشواك الصحراوية، كما أن لثته العليا تحتوي على زوائد قرنيّة تحمي فمه من الأشواك.
  • يغطي جسم الجمل جلداً سمسكاً جداً، ومغطى بالوبر، وذلك كي يحفظ حرارة جسم الجمل الداخلية ويعزلها عن بيئة الصحراء الخارجية ذات الحرارة المرتفعة جداً.
  • يستطيع جلد الجمل حمايته من لدغات حشرات الصحراء والعقارب وغيرها، كما أن الوبر يشتت أشعة الشمس عن جسم الجمل.
  • تستطيع معدة الجمل استيعاب كميات كبيرة من الماء، أي ما يُقارب 16 لتراً، وذلك لأن الماء نادر في الصحراء، لذلك يبقى دون ماء لمدة شهر كامل في الشتاء، ولمدة أسبوع في الصيف.
  • يملك الجمل أُذناً صغيرة وفيها شعيرات صغيرة جداً لمنع دخول الغبار والاتربة الصحراوية إلى الأذن.
  • يملك عينين باهدابٍ طويلة تمنع دخول الأتربة وتجمي العينين.
  • يملك أرجل طويلة كي تُبقي جسمه بعيداً عن حرارة رمال الصحراء الحارّة جداً.
  • يملك في كل رِجل خفاً منبسطاً وواسعاً وأسفنجياً ويتميز بالليونة، كي يمنع أرجله من الغوص في الرمال وللحفاظ على توازن الجمل أثناء المشي، ولحماية الجمل من حرارة الرمال الملتهبة.
  • الجمل ليس له مرارة، ولذلك هو حيوان صبور جداً ويستطيع التحمّل.
  • جسمه لا يُفرز العَرَق، وليس لديه غدد عرقية، لذلك ترتفع حرارته الداخلية إلى 41 درجة مئوية كي يتكيف مع البيئة الصحراوية.
  • يستطيع الجسم تخزين الحرارة نهاراً والتخلص منها ليلاً.