حقوق الطفل

الأطفال هم بهجة الحياة الدنيا وزينتها، وهم الذين يملؤون القلب بصخبهم وضجيجهم فيشعلون به قناديل الفرح، ومن المفترض أن يكون هؤلاء الأطفال في سلم أولويات الجميع؛ لأنهم لا يملكون حولاً ولا قوة، ولا يستطيعون تدبر أمورهم أو الدفاع عن حقوقهم، لهذا يجب أن يكون معهم من يسندهم ويدافع عن حقوقهم بحيث تكون هذه الحقوق مصانة، ولأن كثيراً من الأطفال تضيع حقوقهم في زخم الحروب والكوارث، خصوصاً في الدول المنكوبة التي تعاني من حروب ومشاكل وعيوب وفقر وجوع، ولهذا وضعت اتفاقية حماية حقوق الطفل في عام 1989م.

تشمل اتفاقية حقوق الطفل كل من لم يبلغ عمر الثامنة عشرة، وقد أقرّ هذه الحقوق زعماء العالم وتعهدوا بتقديم الحماية والرعاية التي يحتاجها الأطفال بشكل خاص، وتتولى اليونيسيف مناصرة حقوق الأطفال ودعمها وإعطاءهم الحاجات الأساسية التي يحتاجون إليها، وإتاحة الفرصة امامهم كي يكبروا بعيداً عن كل الحروب والمشاكل وعيوب والكوارث التي لا ذنب لهم فيها، فالأطفال لا يملكون المشاركة في اى نزاع، وليس لهم أي يد في اى تخريبٍ يُحدثه الكبار، لذلك يجب أن يكونوا في منأى عن كل هذا، وهذا من أبسط حقوقهم.

من أهم حقوق الطفل ألّا يقع ضحية للتمييز بأشكاله كافة، سواء تمييز بسبب الجنس أم العرق أم اللون أم الدين، بالإضافة إلى الحفاظ على كرامته الإنسانية، وتقديم مصلحة الطفل والحفاظ على حقة في البقاء والنمو والتعليم والصحة، وأهم شيء هو عدم إغفال حق احترام رأي الطفل، وتكون حماية حقوق الطفل بحماية الاتفاقية التي تنص على هذه الحقوق وتطبيق بنودها، وعدم إغفال أي جانب منها سواء تقديم الرعاية الصحية أم الاجتماعية أم القانونية أم المدنية، وكل ما يتعلق به.

الطفل هو أمل المستقبل، وإعطاؤه حقوقه يضمن تنشئة جيل قوي واثق من نفسه وقادر على العطاء والتميز، ولا يعاني من أي عقدة نقص، وعلى الرغم من أن حقوق الطفل هي جزء من حقوق الإنسان العامة، إلا أنه يجب التركيز عليها؛ لأنها تمس فئة مهمة جداً في المجتمع، ومسؤوليتها ضمن مسؤوليات الكبار، وهذا يكفل الحفاظ على حق الطفل في كل شيء، مع ضرورة عدم إغفال أي جانب من هذه الحقوق وخصوصاً حقه الاجتماعي في أن يعيش ضمن أسرة مستقرة يسودها الحب والتفاهم، وحقه في الحصول على الرعاية النفسية الكاملة، وحمايته من جميع المخاطر المحتملة والممارسات التي تُمارس ضده مثل تشغيل الأطفال واستغلالهم بصورة بشعة تمس طفولتهم ولا تحترمها.