تُعتبر الهجرة النبوية الشريفة تاريخاً فاصلاً في تاريخ الدعوة الإسلامية، وبدايةً جديدةً لإنشاء دولة إسلامية قوية لها جميع مقومات الدولة الحديثة، إذ أن هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى يثرب، والتي سميت بعد الهجرة بإسم المدينة المنورة، بمثابة اختبارٍ حقيقي لقوة إيمان المسلمين من مهاجرين وأنصار، فالمهاجرين تركوا وطنهم وأهلهم ومالهم وأبناءهم وتبعوا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام، أما الأنصار فقد فتحوا بيوتهم وتقاسموا أموالهم وحياتهم مع المهاجرين، مما عزز روابط الإخاء والمحبة بين المسلمين، وهذا يعتبر من أهم أهداف الدعوة الإسلامية التي جاءت لتوحد الصفوف وتُزيل الفوارق بين الناس، فليس لعربي فضلٌ على عجمي إلا بالتقوى.

تتجسد في الهجرة النبوية الشريفة كل معاني التضحية والصمود، حيث ضرب الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام الذي هاجروا معه أروع الأمثلة في سبيل الدعوة الإسلامية، ولم يكن سهلاً أبداً ترك الأهل والمال والوطن لأجل النجاة بالدين والخلاص من ظلم قريشٍ وعذابها، وهذا يعتبر اختباراً حقيقياً لقوة الإيمان، خصوصاً أنه في اليوم الذي اجتمعت قريش تنوي قتل الرسول عليه الصلاة والسلام، خرج هو وصاحبه أو بكر الصديق مهاجراً، بعد أن هاجر المسلمون على شكل أفرادٍ وجماعاتٍ.

لم تكن أحداث رحلة الهجرة سهلةً أبداً، بل مرت بظروفٍ صعبة تحملها الرسول عليه السلام، خصوصاً أن قريشاً كانت تلاحقه، لكنه سلك طريقاً غير مباشرٍ في هجرته، ومكث في غار ثور ثلاثة أيام، وهذا التسلسل في الأحداث والتيسير المتقن لها دليلق واضحٌ على العناية الإلهية للرسول عليه السلام ولدعوة الإسلام، كما تجسدت فرحة الأنصار به عند وصوله المدينة المنورة، والتي ما إن وصلها حتى علت أصوات الأناشيد مرحبةً به عليه السلام وتشدو بأنشودة “طلع البدر علينا …” هذه الأنشودة التي أصبحت جزءًا مهماً من الإرث الإسلامي الجميل، لما في كلماتها من ترحيبٍ وحفاوة من قبل الأنصار بالرسول الكريم والمهاجرين.

ما إن وصل عليه السلام إلى المدينة المنورة حتى بدأ بإرساء قواعد الدولة الإسلامية، وتنظيم أسس التعاملات بين المسلمين وغيرهم، بالإضافة إلى وضع خططٍ لنشر الدعوة الإسلامية والبدء بدعوة الناس إلى دعوة الخير والحق، وهي الدعوة الإسلامية.

تُعطينا هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام أروع العِبر وأكثرها تأثيراً في النفس، كما أنها تزخر بالكثير من الأحداث التي تجعل الروح تنحني لكل ما قدمه الرسول الكريم والمسلمون الأوائل للدعوة الإسلامية، فليس عجباً أن يكون تاريخنا هو تاريخ بدء الهجرة، لأن الهجرة هي العزة والنصرة التي دفعت بالدعوة الإسلامية إلى الأمام والانتشار والقوة.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة:

ولا تنسى ايضا الاطلاع على : تاريخ الهجرة النبوية