الذكاء

ميز الله تعالى الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل، يستخدمه في التعليم والدراسة والتفكير بأمور الحياة كافة، وتختلف القدرات العقلية من شخصٍ لآخر، وهناك اختلافات في المهارات والإدراك وذلك يعتمد على ما يمتلكه كل فرد من أنواع الذكاء، فهناك أناسٌ فائقو الذكاء في التعليم وآخرون في الموسيقى أو الرياضة فلكل شخص بصمة ذكاء تميزه عن الأشخاص الآخرين، وقد عرّف عالم النفس هاورد غاردنر الذكاء بأنه “يتكون من قدرات متعددة تظهر في مجالات متعددة سواء في حل المشكلات أو في القدرة على تعديل أو تغير المنتجات المتعددة في نمط ثقافي أو أنماط ثقافية معينة”، وسنتعرف في هذا المقال على نظرية الذكاءات المتعددة.

نظرية الذكاءات المتعددة وأهميتها

  • العالم النفسي هاورد غاردنر هو من قام بوضع نظرية الذكاءات المتعددة عام 1983م.
  • تنص النظرية على أنّ الذكاءات لا تقوم على مؤشرين وحيدين وهما التفكير المنطقي أو التواصل اللغوي فقط، بل يوجد أيضاً قدرات إضافية معتمدة في اختبارات الذكاء وهي ذكاء معرفة الآخرين وذكاء معرفة النفس والذكاء الجسمي والموسيقي والبصري وهذا ما أشار إليه العالم غاردنر عام 1990م.
  • أضاف العالم هاورد نوعين من الذكاء على هذه النظرية وهما ذكاء التعليم وذكاء الطبيعة وذلك عام 2016م.
  • تفيد هذه النظرية في معرفة الأساليب الصحيحة في التدريس والتعليم لاكتشاف مناطق الضعف والقوة عند الفرد.
  • تكمن أهمية وفائدة النظرية بدعوتها للاهتمام بالقدرات الإدراكية للفرد والعمل على إظهارها.
  • تسعى النظرية لتطوير المهارات الفردية وتنميتها، واستثمار مواهب الأفراد المتعلمين والاستفادة منها.
  • تسهم في إرشاد الأفراد الذين يميزهم نوعٌ من الذكاء للعمل والتوظيف في المستقبل والإبداع فيه.
  • تدعو نظرية الذكاءات المتعددة إلى استثمار اهتمامات الأفراد وحاجات المجتمع لصالح تطور وتنمية هذا المجتمع عن طريق معرفة أنواع الذكاء لهؤلاء الأفراد.

الذكاءات المتعددة وأنواعها

  • الذكاء اللغوي: يعرف هذا النوع من الذكاء بأنه قدرة الفرد على الاستعمال التحريري أو الشفوي للغة، ومعرفة مكوناتها واستخدام الكلام أو الشعر للتعبير عن النفس والإلقاء الجيد والحوارات ومهارات المخاطبة، ويعتبر المذيعون والشعراء والمؤلفون والصحفيون والخطباء هم الأشخاص الأذكياء لغوياً.
  • الذكاء المنطقي (الرياضي): وهو القدرة على التفكير بطريقةٍ منطقية وفهم العلوم والرياضيات والتفكير المجرد، والقدرة على حل المشكلات وطرق ووسائل العامل معها إضافةً إلى مهارات التحليل والتركيب، ومن الأشخاص الأذكياء رياضياً أو منطقياً هم الباحثون والفيزيائيون والمهندسون وعلماء الرياضيات.
  • الذكاء الفضائي (البصري): وهو قدرة الفرد على التخطيط ثلاثي الأبعاد وتخيل الأشياء في الفضاء ودقة رؤية العالم الطبيعي وتقدير الأحجام ومعرفة الاتجاهات، ويعتمد هذا النوع من الذكاء على امتلاك الفرد مهارةً عالية في التصور الذهني لكل شيء وعلى حسه البصري، من الأمثلة على الأفراد الأذكياء بصرياً الرسامون والجراحون.
  • الذكاء الذاتي: وهي قدرة الفرد على إدراك أحاسيسه ومشاعره النابعة من ذاته واكتشاف ذاته والعمل على تطويرها من خلال معرفة مواطن الضعف والقوة والسيطرة عليها، ومن الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء معرفة الذات هم المفكرون والفلاسفة والحكماء والعلماء.
  • الذكاء الاجتماعي: يتميز الشخص الذكي اجتماعياً بقدرته على معرفة مزاج الأشخاص الآخرين ومشاعرهم واستيعاب سلوكهم وتمكنه من التعامل معهم والاستماع لهم ومعرفة رغباتهم اتخاذ القرارات المناسبة، من الأشخاص الأذكياء اجتماعياً رجال السياسة ورجال الدين.
  • الذكاء الموسيقي: يرتبط هذا النوع من الذكاء على ما يمتلكه لفرد من مهاراتٍ في الموسيقى بتمييز إيقاعاتها والتلحين والعزف ويعتمد ذلك على وجود الحس الموسيقي للتمكن من معرفة شدة النغمات ودرجاتها، من الأمثلة على الأذكياء موسيقياً العازفين والملحنين والمطربين.
  • الذكاء البدني: يستخدم الأفراد أجسادهم وحركات عضلاتهم للتعبير عما يرغبون به، ويمتلك الفرد الذكي بدنياً قدرة كبيرة ومهارة عالية في السيطرة والتحكم على حركاته الجسدية والعضلية، والأشخاص الأذكياء بدنياً هم الرياضيين والأفراد الذين يمارسون السباحة. 
  • الذكاء الطبيعي: يتميز الفرد الذي يتميز بهذا النوع من الذكاء بقدرته على فهم مكونات البيئة الطبيعية من نباتات وحيوانات والعمل على تصنيفها وجمع المعلومات عنها، والأمثلة على ذلك الصيادون والمزارعون.
  • الذكاء الوجودي: ينتمي للذكاء الوجودي أفراداً يتسمون بقدرتهم على التفكير بشكلٍ تجريدي مثل التفكير بالموت وما بعده وبالحياة وما وراء الطبيعة.
  • الذكاء التعليمي: يتميز الأشخاص بقدرة كبيرة على فهم المعلومة واستيعابها والعمل على إيصالها للآخرين بطريقةٍ واضحة، والأمثلة على ذلك المعلمون.