عندما تشكي إلى أحدهم بأنك تعاني من الأرق, و تحتاج إلى وقت طويل حتى تستسلم للنوم بعد دخولك إلى السرير, سيبادر مباشرة لإعطائك طرق ووصفات سريعة مثل عد الخراف أو شرب الحليب الدافئ, بالرغم من أننا أصبحنا نعرف الكثير عن ضبط الظروف المحيطة بنا لجلب النوم, إلا أن هذه الطرق ووصفات التقليدية التي تعتبرموروثا قديما ما زالت تسيطر على طريقة تفكيرنا, فهل هذه الطرق ووسائل فعالة فعلا؟ أم أنها كسبت هذه السمعة من خلال تواترها عبر السنين؟
في الواقع أن الحصول على نوم سريع, وكذلك نوم صحي غير متقطع يعتمد بشكل أساسي على ضبط ظروف النوم مثل درجة الحرارة المعتدلة, و المحافظة على عدم وجود الأصوات القوية و الأنوار داخل غرفة النوم, بالإضافة إلى عدم تناول بعض أنواع الأطعمة والمشروبات الدسمة و الغنية بالكافيين في الساعات الأخيرة قبل النوم, و غير ذلك من الشروط الواجب توافرها للحصول على النوم بصورة سريعة, و بعد ضبط هذه الظروف, قد يبقى البعض يعاني من الأرق, فهل تحل هذه الطرق ووسائل التقليدية مشكلة الأرق؟
عد الخراف
عد الخراف, أو العد العكسي و كذلك مضاعفات العدد 3 وما إلى ذلك, هي أحدى الطرق ووسائل التقليدية التي يستخدمها البعض للتخلص من الأرق, و لكن في دراسة أجريت لاكتشاف مدى فاعلية هذه الطريقة, وجد الباحثون الذين أجروا هذه الدراسة على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من الأرق أن تخيل مشاهد تساعد على الاسترخاء مثل المساج أو الجلوس على الشاطئ كانت أكثر فعالية مقابل استخدام طرق ووسائل العد, حيث حصل المشاركون على النوم من خلال تخيل المشاهد أسرع بمعدل عشرين دقيقة من استخدام طرق ووسائل العد.
الأصوات الهادئة
يقوم البعض بالاستماع للأصوات الهادئة قبيل النوم, من أجل محاربة الأرق, و قد وجدت الدراسة أن ذلك ساعد في الانتهاء والتخلص من مشاكل وعيوب النوم المختلفة, حيث وجد أن الاستماع إلى أصوات هادئة و بطيئة لمدة 45 دقيقة يساعد في الانتهاء والتخلص من 35% من مشاكل وعيوب النوم لدى البالغين, فالاستماع إلى هذه الأصوات يحدث تغيرات فيزيائية في الجسم مثل انخفاض معدل ضربات القلب و بطء التنفس, وهو ما يحدث للجسم استعدادا للدخول في النوم.
الحليب الدافئ
يعتقد الكثير أن تناول الحليب الدافئ يساعد في تحفيز الدخول في النوم, و ذلك نظرا لوجود مادة التربتوفان المساعدة على الاسترخاء, إلى أن الحليب أيضا من المواد الغنية بالبروتين, و البروتين يعمل على تثبيط عمل التربتوفان في تهيئة الجسم الجسم للنوم, و بالتالي فإن الحليب الدافي ليس فعالا كما يعتقد المعظم في محاربة الأرق.
الحمام الدافئ
الحمام الدافي أحد الطرق ووسائل المتعارف عليها لمحاربة الأرق, وهو كما تثبت الدراسات فعال لهذه الغاية, فهو يساعد الجسم على الاسترخاء, و كما يقوم بضبط درجة حرارة الجسم خلال النوم, و تقول الدراسات أن الحمام الدافئ قبيل النوم لا يساعد في سرعة النوم ومحاربة الأرق فحسب, بل هو وسيلة جيدة للحصول على نوم صحي و مثالي للجسم.