عملت الفلسفة القديمة على تطوير كافة العلوم التي توصل إليها العلماء تحت الغطاء الفلسفي الخاص بها، فقد تمكنت من تقديم الكثير من المعارف والعلوم التي كان لها دورها في إثراء كافة جوانب الحضارة البشرية في شتى الميادين، وبعد ذلك بدأت هذه العلوم بالاستقلال بشكل تدريجي عنها، مما أدى إلى التمييز بين العلم والفلسفة، وتتشارك الفلسفة مع العلم في العديد من الخصال الأخلاقية والذهنية، حيث تعد هذه الخصال الروح العلمية، كما تربط الفلسفة والعلوم علاقة حميمية منذ القدم، حيث يلتقيان في الكثير من الأسس المعرفية، وليس من الممكن استخراج النتائج فيهما من خلال التأثر بالأهواء والغرائز، ولكن تأتي حسب قواعد منطقية تحت أسس معقولة، وسنقدم أهم المعلومات حول الفرق بين العلم والفلسفة خلال هذا المقال.

الفرق بين العلم والفلسفة

  • من الممكن تعريف ومعنى العلم على أنه كافة أنواع العلوم والتطبيقات والمعارف، بالإضافة إلى أنه من الممكن تعريفه على أنه كافة أصول المسائل والكلية التي تدور حول موضوع أو ظاهرة ما، كما تتم معالجتها بمنهج معين إلى أن ينتهي بالنظريات والقوانين، أما بالنسبة للفلسفة فمن الصعب تحديد تعريف ومعنى معين دقيق للفلسفة، ومن الممكن وصفها بالتفكير داخل التفكير، والذي من الممكن تفسيره على أنه طريقة التفكير وتدبير وتأمل طبيعة الفكرة، وطريقة الوصول إلى إجابة منطقية للأسئلة الوجودية والكونية.
  • الفلاسفة هم مجموعة من الباحثين الذين يبحثون عن الحقيقة من خلال التأمل، ومن الممكن تعريف ومعنى الحكمة بالنسبة لهم على أنها الالبحث عن الحقيقة، أما العلماء فهم من عملوا على وهب أنفسهم للعلم، والعمل على التعمق داخل المعرفة العلمية نحو مجال محدد، مما يعني أن معرفته ضمن اختصاصه فائقة للعادة، فهو يعد الخبير بطبيعة الأشياء وعملها وتصنيفاتها، فالعالم هو الشخص الذي قد تمكن بشكل كبير من مجال تخصصه أو دراسته.
  • يوجد فرق شاسع بين العلم والفلسفة من ناحية الموضوعية، حيث تعتبر المواضيع العلمية من المواضيع الحسية نحو الأشياء، أما بالنسبة إلى المواضيع الفلسفية فهي تعتبر من المواضيع التي تركز على تأمل العديد من المفاهيم.
  • يختلف العلم عن الفلسفة في أهدافه، حيث يسعى العلم بشكل دائم إلى اكتشاف جميع القوانين الطبيعية، وبعد ذلك تسخيرها من أجل أغراض نفعية ومعرفية، أما بالنسبة للفلسفة فهي تعتبر البحث عما لا يلتزم  بالقوانين، كما أن هذا البحث يسعى إلى الوصول إلى فهم المعرفة من خلال تطبيق وممارسة الشك المنهجي.
  • أما بالنسبة إلى المنهجية، إن العلوم تنهج نهج التجربة، وأما بالنسبة إلى الفلسفة فإن المنهج الذي تنتهجه التأمل والنظرة العقلية.