تعريف ومعنى القضاء
يُعرف القضاء بأنه أحد نظم الحكم في الدولة، وهو الفصل في القضايا المختلفة المتعلقة في جميع الشؤون سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم شخصية أم غير ذلك، وتتولى مهمته السلطة القضائية في الدولة، والقضاء موجود منذ القدم، وقد عرف على يد رجال الدين والرسل والأنبياء، وذلك من خلال تطبيق الشرائع السماوية، أما اليوم فأصبح القضاء مستقلاً، ويتم على يد أشخاص متخصصين فيه، ويقومون بتطبيق القوانين الموضوعة، والهدف الأساسي منه إقامة العدل بين الناس، ورفع الظلم عنهم، وتحقيق العدالة، وهذه من أهم مسؤوليات القضاء، وفي هذا المقال سنذكر معلومات عديدة تبين تعرف ما هو القضاء.
مشروعية القضاء
ورد ذكر القضاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهو مشروع بإجماع الأمة، ففي القرآن الكريم، وهو فرض كفاية، يجب أن يقوم به فئة من الناس، وقد ورد ذكره بقوله تعالى في مواضع كثيرة منها : ? يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ? [ص: 26]، بالإضافة إلى وقوله تعالى: ? وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ? [المائدة: 49]، وقوله أيضاً: ? فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ? [النساء: 65]، أما في الحديث الشريف فقد قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام: (إذا اجتهد الحاكم، فأصاب فله أجران، وإذا اجْتهَد فأخطأ فلَه أجْرٌ).
صفات وواجبات من يتولى القضاء
مهمة القاضي الأساسية هي الفصل بين المتخاصمين والحكم بينهم، وإقامة العدل والحق، وأمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر، أما أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها من يتولى القضاء فهي كما يلي:
- أن يحمل المؤهل المطلوب والتخصص المناسب لتولي القضاء، بحيث يكون مدركاً وعارفاً لمبادئ القانون.
- أن يكون حسن السيرة والسلوك.
- أن يكون صدره واسعاً وعارفاً لجميع ملابسات أي قضية يتولاها.
- ألا يغضب بسرعة، خصوصاً عند سماعه لمرافعات المدّعين.
- أن لا يخاف من أصحاب السلطة والنفوذ، بحيث يكون حكمه مستقلاً لا يتأثر بأي شيء، وأن يكون محايداً في الوقت نفسه.
- أن يكون ذو نفسٍ عزيزة ومترفعاً عن أخذ الرشوة.
- يجب أن يكون صارماً في حكمه، وأن يتحرى العدل والصدق في قول كلمته، وأن يكون الحكم دون أي محاباة أو تبخيس لأي طرف من أطراف النزاع.
- أن يحترم حقوق المدافعين، وأن لا يستعجل الحكم على الخصم إلا بعد ان يستمع إلى دفاعه كاملاً، وأن يأخذ وقته الكامل في نطق الحكم.