يتبع الناس أنواعا كثير من الحميات الغذائية بهدف إنقاص الوزن, منها ما يكون أمن ومنها تعرف ما هو غير ذلك, و كذلك منها ما له فعالية كبيرة في إنقاص الوزن, و بعضها الأخر يعد جهدا لا جدوى منه, و لا شك أن اتباع الأنظمة الغذائية المتوازنة, و التي تحتوي على جميع عناصر الغذاء الأساسية, هي أكثر الحميات و الأنظمة الغذائية نجاحا و أمنا على الصحة, و لكنها لا تلاقي قبولا عند الكثير من الناس, الذين يرونها بطيئة النتائج, مما يدفعهم لاتباع أنواع مختلفة من الحميات, و من تلك الحميات, الحمية التي تعتمد على خفض نسبة الكربوهيدرات إلى أقصى حد, مقابل رفع نسبة البروتينات بصورة كبيرة, فهل هذه الحمية فعالة و أمنة؟
من حيث الفعالية, أثبتت هذه الحمية فعالية في إنقاص الوزن في معظم الحالات منذ ظهورها قبل عقود من الزمن, أما من ناحية الأمن, و عدم وجود أثار جانبية على الصحة, ففي السبعينات من القرن الماضي, أعلنت المنظمات المهتمة بالصحة و الأنظمة الغذائية و منها منظمة الصحة والغذاء الأمريكية, أن هذه الحمية من أنواع الحميات الضارة, وقد بررت ذلك بعض الدراسات التي أجريت آن ذاك و التي تحدثت عن مضارها على صحة الكلى بسبب تناول كميات كبيرة من البروتين, و كذلك فهي تحدث مشكلة في توازن الشوارد والسوائل في الجسم.
و اليوم و بعد مرور حوالي أربعة عقود على تصنيف هذه الحمية على أنها حمية ضارة, كشفت الدراسات عكس ذلك, ففي دراسة حديثة نشرت في المجلة الطبية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى تمت على 200 شخص بالغ ممن يعانون من السمنة, و الذين تم إخضاعهم لأنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات عالية البروتين, لمدة عامين كاملين, وجد الباحثون أن وظائف الكلى لديهم لم تتأثر بأي صورة من الصور بهذا النظام الغذائي, و أن اتباعهم لهذه الحمية لم يسبب أي مشكلة في الكلى أو حتى مرتبطة بها, لتدحض هذه النتيجة ما كان شائعا عن ضرر هذا النوع من الحميات.
يؤكد القائمون على هذه الدراسة أن النتائج التي توصلوا لها كانت على أشخاص لا يعانون في الأصل من مشاكل وعيوب في الكلى, أي أن كلاهم تعمل بصورة جيدة قبل الدخول في الحمية, و بقيت تعمل بنفس الصورة حتى بعد عامين من اتباعها, و لكن أيضا استبعدت الدراسة أن يكون هذا النوع من الحمية أمن على الأشخاص الذين يعانون مشاكل وعيوب في الكلى أو يعانون من مرض السكري.