يعتبر مصطلحا الشورى والديمقراطية مصطلحان يتشابهان من ناحية المدلول، وقد يظن الكثير بأن كلا المصطلحان متماثلان عند طائفة من الناس، ويمثلان ذات الشيء، إلا أن كلا المصطلحين مختلفان في المدلول والمعنى ويستخدم كل منهما بصياغ مختلف عن الآخر، وقد عرفت الشورى منذ القدم خاصة في العصر الإسلامي حيث أمر الله سبحانه وتعالى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالشورى وقد كان صلاة الله عليه وسلامه يشاور أصحابه في معظم الأمور التي تخص الأمة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الشورى في القرآن الكريم دلالة على أهميتها وضرورتها، أما مصطلح الديموقراطية فقد ظهر مع التطور الذي يعيشه العالم في الآونة الأخيرة، وكما ذكرنا بأن كل منها يستخدم لدلالة معينة وبينهما اختلافات أيضاً، وسنتحدث في هذا المقال حول الفرق بين الشورى والديمقراطية.

الفرق بين الشورى والديمقراطية

تختلف الشور عن الديمقراطية في العديد من المعايير والأوجه، ويأتي ذلك على النحو الآتي:

  • يعتبر المصدر هو اختلاف جوهري وأساسي بين كل من الشورى والديمقراطية.
  • تعتبر الشورى تشريع إسلامي منزل من الله، وقد أمر الله سبحانه وتعالى خاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام بالشورى
  • في حين أن مصدر الديمقراطيّة هو بشري، وليس رباني.
  • نشأت الديمقراطيّة كأحد الأنظمة التي تهدف لمُجابهة ومحاربة الاستبداد والظّلم الذي طغى وانتشر في بلدان أوروبا وكان ذلك في العصور الوسطى، فكان ظهور الديمقراطيّة بهدف المطالبة بالحرية والعدل والمساواة.
  • بما أن الشورى ذات مبدأ إسلامي، حيث أن أهل الشورى وأتباع الشور يستمدون الأحكام ويكون مرجعهم هو القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • في حين أن الديمقراطيّة تكون المرجعيّة والارتباط بالاعتماد على الأكثريّة، حيث أن يعتمد بشكل أساسي على كثرة العدد.
  • لا يوجد ارتباط بين الديمقراطية والشريعة أو العقيدة.
  • لا يوجد ضابط أو أحكام تضبط وتتحكم في الديمقراطية، وإنما يتم تطبيقها بإجماع الأغلبية.
  • يمكن أن يكون هناك تقلب واختلاف في تطبيق الديمقراطية مع الوقت، حيث أنه لا توجد ضوابط أو أحكام تتوافق مع أي وقت.
  • تقوم الشورى في مبدأها على أخذ رأي أهل الاختصاص والخبرة في ذات المجال الذي يتم النقاش والتشاور فيه.
  • يمثل أهل الرأي والاختصاص العقلاء والأشخاص الذين يملكون الخبرة والرأي العميق والمدروس جيداً في اى اختصاص أو مجال.
  • في حين أن الديمقراطية لا تعطي الخبرة والاختصاص أي اهتمام، حيث أنها تعتمد على الأغلبية وعلى كثرة العدد بشكل أساسي.