الأخطبوط
الأخطبوط من الكائنات الحية اللافقارية غريبة الشكل والتي تعيش في الماء، ويتفوق في ذكائه على جميع أنواع اللافقاريات، واستنتج ذلك العلماء عندما حاولوا تعليمه التمييز بين كرةٍ حمراء وكرة بيضاء، فكان الدارسون يعطون الأخطبوط مكافأةً عندما يختار الكرة الحمراء بينما يتعرض لنوعٍ من العقاب البسيط عندما يختار الكرة البيضاء.
تم الاكتشاف لاحقاً بأن الأخطبوط أصبح في كل مرةٍ يختار الكرة الحمراء وهذا دليل على أنه تعلم الدرس واستطاع التمييز بين الكرات، كما توصلوا إلى أن الأخطبوط الموجود خلف وعاءٍ زحاجي ويراقب ما يحدث مع الأخطبوط الذي يتم عليه الاختبار، أنه تعلم الدرس وأقبل على الكرة الحمراء، واهتم العلماء لحالته لأن الثديّات التي تمتلك عقلاً متطوراً هي فقط من تتعلم وتستطيع التمييز بين الأشياء، بينما دماغ الأخطبوط لا يتكون إلا من القليل من الخلايا العصبية فكيف استطاع أن يتعلمً؟ وهذا ما جعلهم يركزون على دراسة هذه الخلايا العصبية.
كما يمتلك الأخطبوط ثمانية أيدٍ للدفاع عن نفسه ضد الأخطار وللإمساك بالفريسة بشكلٍ جيدٍ وعدم السماح لها بالهرب، وهذا ما أعطاه منظراً مخيفاً، وابتعاد الأسماك الصغيرة عنه، كما أنه يمتلك خاصيةً أخرى لحماية نفسه من المخاطر وهي التمويه بتغير لونه ليختفي حيث يستطيع تغيير لونه في أقل من ثانية لأن جسده مغطى بملايين الخلايا الصبغية. تقوم بعض المناطق الساحلية التي تحتوي مياهها على الأخطبوط بطبخه وتناول لحمه ويعتبر لديهم من أشهى المأكولات البحرية.
عدد قلوب الأخطبوط
يمتلك الأخطبوط ثلاثة قلوب، اثنان منهم متخصصان في ضخ الدم إلى الخلايا، بينما القلب الباقي يضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويمتاز دم الأخطبوط باحتوائه على البروتين المسمى ب"الهيموسيانين"، وهو غني بعنصر النحاس من أجل نقل الأكسجين.
تكاثر الأخطبوط
تعتبر عملية تكاثر الأخطبوط من الطرق ووسائل الغريبة حيث يقوم الأخطبوط الذكر بمد إحدى مجساته الطويلة والمحتوية على الحيوانات المنوية، ويصبّها في مدخلٍ خاص يوصل إلى المبايض في الأخطيوط الأنثى، وتحمل الأخطيوط الأنثى ما يقارب 200 ألف بويضة لمدة عشرة أشهر لتجد مكاناً آمناً وتضع فيه هذه البويضات وتراعيها وتحميها وتحافظ عليها.
كما أنها خلال فترة الحضانة التي تتراوح ما بين الأسبوعين إلى أحد عشر أسبوعاً لا تتناول الأخطبوط الأنثى أي طعامٍ، مما يؤدي إلى وفاتها بعد خروج الأخطبوطات الصغار، ثم تنتقل هذه الصغار إلى المياه من دون مساعدةٍ من الأم لتعلم طريقة العيش في الماء فتأخذ تالبحث عن الطعام وتختبىء من المخاطر، ثم تستقر في أسفل المياه نتيجة وزنها الكبير.