زكاة الفطر
أوجب الشرع زكاة الفطر " زكاة الأبدان " على كل مسلم قادر وذلك في شهر رمضان المبارك بغية تطهير نفوس الصائمين من كل رفث أو لغو أو مخالفة شرعية ارتكبت خلال الصيام وأحدثت أي خلل في صحته كأن يقوم المسلم بشتم أخيه أو نظرة محرمة إلى النساء أو غيبة ونميمة قام بها المسلم أو المسلمة أثناء صيامهما، فتأتي هذه الزكاة لتمحو كل الأخطاء ويصبح صيام المسلم تاماً يتقبله الله تعالى، وتختلف زكاة الفطر عن غيرها من أنواع الزكاة الأخرى بأن هذه تطهر الأنفس والأرواح من الذنوب والمعاصي وليس كغيرها تطهّر الأموال.
حكمة مشروعية زكاة الفطر
شرّعت زكاة الفطر لتحقق الغايات التالية:
- تطهير النفوس من الآثام والذنوب التي ترتكب خلال صيام رمضان.
- طعمة للفقراء والمحتاجين من المسلمين، كي تغنيهم عن المسألة في يوم العيد، لتعم الفرحة عليهم دون أن يكونواً بحاجة لطعام او شراب أو لباس في يوم العيد، فهذا يجعلهم متساوين مع إخوانهم المسلمين من الأغنياء في أيام العيد.
- زكاة الفطر تكون بمثابة شكر لله تعالى على نعمتي الحياة والصحة التي أنعم الله بها عليهم، فهي قربى لله من الصغير والكبير ومن الأنثى والذكر أيضاً.
الأشخاص الذين تجب عليهم زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر على كل مسلم قادر بمعنى أن يكون لديه ما يزيد على قوته وقوت عياله ليوم العيد وتجب على رب الأسرة بأن يدفع زكاة فطرٍ عنه وعن عياله وعن زوجته وبناته غير المتزوجات وعن والديه الفقراء، كما يستحبّ إخراجها عن الجنين الذي نفخ فيه الروح من بعد الأربعين يوماً.
مقدار زكاة الفطر
قدّرت زكاة الفطر بمقدار صاع من القمح أو الشعير أو الأرز أو الزبيب، أو ما يساويهن نقداً، وذلك باتفاق علماء المسلمين. ويقدر الصاع ب3 كيلو غرام تقريباً، كما أن الزيادة على مقدار الصاع غير مستحبة أمّا إن كانت بنيّة الصدقة فإنها جائزة شرعاً.
وقت إخراج زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، والسنة إخراجها يوم عيد الفطر قبل صلاة العيد، ولكن يجوز تعجيل إخراجها عن يوم العيد بيوم أو يومين اقتداءً بما كان يفعله بعض الصحابة، كما تجدر الإشارة بعدم جواز إخراجها خلال شهر رمضان سواءً في بدايته أو في منتصفه، أمّا من يخرجها بعد صلاة العيد فإنّها لن تحسب له وإنّما تعتبر صدقة من الصدقات.