مدينة فانكوفر هي إحدى المدن الكنديّة التي تقع في ولاية كولومبيا البريطانيّة، وتمثّل فانكوفر أكبر مدن الولاية من حيث عدد السكان، ويقترب عدد سكّانها من أربعة ملايين نسمة. تقع فانكوفر على الساحل الغربي لكندا المطل على المحيط الهادئ في جنوب غرب كولومبيا البريطانية، ويفصل بينها وبين الولايات المتحدة حوالي أربعين كيلو متراً. موقع المدينة متميّز للغاية في الأراضي الكنديّة؛ حيث إنّ موقعها على ساحل المحيط الهادئ عند المنطقة المعروفة بمدخل بورارد يجعل منها ميناءً هامّاً لكندا، كما أنّ المحيط الهادئ وظهير المدينة من الجبال الساحليّة الّتي تمنع مياه ميناء فانكوفر من التجمّد على عكس أغلب الأراضي الكنديّة، مما يسمح للسفن باستخدامه طوال العام.
موقع فانكوفر في الجنوب الغربي لكولومبيا البريطانيّة ووجود الظهير الجبلي جعلا من مناخ المدينة معتدلاً إلى درجة كبيرة طوال العام؛ حيث إنّ الرياح الدافئة التي تهب على المنطقة من المحيط الهادئ تجعل من المناخ لطيفاً إلى الحد الّذي لا تقلّ درجات الحرارة فيه عن الصفر في شهر يناير، ولا ترتفع في أشهر الصيف عن متوسّط خمس عشرة درجة مئوية.
تعتبر فانكوفر مركزاً هامّاً للتجارة في الغرب الكندي، وتشمل تلك التجارة سلع التجزئة وتجارة الجملة بواسطة الشركات التجاريّة، وقد ساعد على ذلك وجود ميناء كبير يعمل بشكل متواصل طوال العام. توجد في مدينة فانكوفر مقرّات ومكاتب العديد من الشركات والمؤسّسات التجاريّة والصناعيّة العاملة في ولاية كولومبيا البريطانيّة، ويعمل في تلك الشركات حوالي مائة ألف مواطن من سكّان المدينة.
ترتكز أنشطة المدينة الاقتصاديّة على عاملين رئيسيين: أوّلهما الموارد الطبيعية للمدينة ونطاقها الحضري؛ حيث إنّ مقاطعة فانكوفر الكبرى تمتلك غابات تغطّي ما تمثّل نسبته ستةً وخمسين بالمائة من إجمالي مساحتها، ومنتجات الأخشاب والورق التي يتمّ إنتاجها في فانكوفر تكفي احتياجات نصف دولة كندا تقريباً. هذا بالإضافة إلى النشاط السياحي المتطوّر، والّذي يمثّل المورد الثاني من موارد المقاطعة. وتوجد في فانكوفر مساحات شاسعة من المتنزّهات تصل إلى خمسة ملايين فدّان، بالإضافة إلى وجود جبال روكي كظهير للمدينة، وهي تعتبر أكبر معلماً سياحيّاً في الغرب الكندي، بالإضافة إلى الساحل الّذي يتميّز بشواطئه الرائعة الواسعة التي تمّ تجهيزها لخدمة السيّاح.
يزور مقاطعة فانكوفر كلّ عام ما يزيد عن خمسة عشر مليون سائحاً، بمعدّل زيادة كلّ عام بفضل التحسينات الّتي تتمّ في المجال السياحي. وفي العديد من السنوات كانت مدينة فانكوفر من المدن العشرة الأولى على مستوى العالم من حيث جودة المعيشة ونظافة البيئة.
