عدم الثقة فى الآخرين

إن أساس العلاقات الإنسانية هو الاحترام والود، وهذا ما يميز العلاقات الوثيقة عن غيرها من العلاقات؛ إذ إن هذا التعامل هو ما يعزز الثقة في الآخرين، وكلما زاد احترام الآخرين لبعضهم بعضا زادت الثقة فيما بينهم، ولكن لا بد أن يكون الاحترام متزامنا مع عدد من الصفات الأخرى التي تجعل الآخرين يثقون بنا كما نثق بهم، ولعل الصدق هو على رأس قائمة هذه الصفات، فعندما تصدق مع غيرك بالقول والفعل فإن هذا يجعلهم يميلون أكثر للثقة بك، والأمر نفسه هو ما يهمك للثقة بالآخرين.

هناك من يعاني من فقدان الثقة بالآخرين، وهذا بسبب عدد من المواقف التي جعلته يفقد الثقة حتى مع المقربين منه، فقد يتعرض الإنسان إلى أشخاص يهيأ له بأنهم جديرون بثقته واحترامه ولكنه يكتشف لاحقا بأنه قد تم خداعه من قبل شخص أو أكثر، وقد يكون السبب نابعا من الأسرة نفسها وطريقة تعاملها مع أبنائها، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الثقة بكل المحيطين بالشخص دون حتى تجربته.

مشكلة فقدان الثقة بالآخرين مثلها مثل العديد من المشاكل وعيوب التي إن صح القول إنها مرتبطة بنفسية الإنسان، ولها حل وعلاج، ولكن العلاج و دواء لا يكون بالأدوية بل بالتفكير السليم، فالكون كله مبني على التناقضات ففيها الخير والشر، والصدق والكذب ولهذا لا يجوز تعميم الشر والكذب على جميع المحيطين بنا، مع الحرص على التعامل بحذر مع الأشخاص الجدد في حياتنا حتى نأخذ وقتا قبل الحكم عليهم، وهذه بعض النصائح الأخرى المساعدة في علاج و دواء هذه المشكلة:

• عدم فقدان الثقة بالنفس؛ فإن كنت تشعر بأن جميع الناس غير جديرين بثقتك فقد ينتقل الشعور لنفسك فتعتقد بأنك مثل هؤلاء الناس، بل عليك الحفاظ على ثقتك بنفسك حتى تستطيع استعادة ثقتك بالآخرين، خاصة إن سبق لك وتعرضت لعدد من المواقف من قبل أشخاص سيئين.
• عامل الناس بالحسنى، واجعل نيتك خالصة لوجه الله حتى لو قابلوك بالإساءة؛ فهذا الأمر سيخفف عنك كثيرا من التعب والضغط النفسي فما تفعله هو بنية إرضاء الله عز وجل.
• لا تختلط كثيرا بالناس ولا تجعل دائرة أصدقائك كبيرة؛ فهذا غالبا ما يؤدي إلى حدوث المتاعب، ومع مرور الوقت سيؤثر على ثقتك بالآخرين، وربما تفقدها.
• لا تنظر للناس بأنهم جميعا سيئون؛ بل اجعل في قلبك مكانا للتفاؤل ومحاولة الثقة بالآخرين، ولكن هذا لا يعني ألا تكون حريصا في اختيار الأشخاص المقربين منك والذين ستأتمنهم على أسرارك.