جدول المحتويات
التسامح
مما لا شك فيه بأننا نعيش ضمن مجتمع يتشابك مع العديد من العلاقات الاجتماعية المختلفة، والتي تتطلب منا أن نتحلى بالأخلاق التي تمكننا من التعامل مع غيرنا بالطرق ووسائل السليمة، والتي ترفع من شأن المجتمع ورقيه، والتسامح هو إحدى تلك الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الجميع، فتعرف ما هو التسامح.
تعريفات التسامح
اهتمت العديد من المجالات بتوضيح مفهوم وتعريف ومعنى التسامح، كالدين، والمجتمع، والثقافة، ويمكننا تعريف ومعنى التسامح كما يلي:
- يعرفه الدين الإسلامي على أنه مبدأ إنساني يدفع الشخص إلى نسيان الأحداث الماضية، والتي سببت له الألم والأذى بكامل إرادته، وكذلك التخلي عن فكرة الانتقام، والتفكير بالأمور الإيجابية لدى الناس وعدم الحكم عليهم وإدانتهم، والعلم بأن كل البشر خطائون، وهو الإحساس بالرحمة والعطف والحنان.
- يعرف التسامح اصطلاحاً على أنه القدرة على العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة بالإساءة، والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت لها كافة الديانات والأنبياء والرسل، وهذا كله سيعود على المجتمع بالخير من خلال تحقيق الوحدة والتضامن والتماسك، والابتعاد عمّا يفسد المجتمع من خلافات وصراعات، ويجب احترام الثقافات والعقائد وقيم الآخرين، حتى يتحقق العدل والمساواة والحرية.
- التسامح عند حقوق الإنسان، هو قيمة تتعلق بشكل وثيق بالحقوق التي يتميز بها النظام الديموقراطي كحرية التعبير عن الرأي، وتنظيم المجتمع ومساواته أمام القانون، وحقوق أسرى الحرب، واحترام رأي الأقلية وعدم تهميشهم أو إلحاق الأذى بهم، وهو قبول اختلاف الصفات الإنسانية الفكرية والخلقية، وبأن لكل فرد في هذا المجتمع حقاً يجب على الجميع الإقرار به وعدم التعدي عليه، وهو لا يعني تخلي الفرد عن حقوقه ومعتقداته، بل الالتزام بها واحترام من يخالفه الرأي دون التعدي عليه.
أهمية وفائدة التسامح
- يخلص التسامح الفرد من أخطائه التي قام بها وشعوره بالذنب والإحراج، وذلك من خلال مسامحته لنفسه وتصحيح أخطائه.
- يرفع من رقي الشخص الذي يبادل الإساءة بالتسامح، وتجعله إنساناً مليئاً بالخير، ويمتلك نفسية سويّة، بعيدة عن الحقد والكره والأمراض النفسية.
- يجنب التسامح حدوث المشاكل وعيوب بين الأصدقاء والمحبين بسبب سوء ظنهم ببعضهم البعض وعدم تلمس الأعذار لهم.
- سينال الشخص المتسامح الثواب من الله تعالى، وسيعفو عنه بالمقابل.
- يحقق المقدرة على التعايش بين الأفراد والشعوب، من خلال المحافظة على حقوق الغير وتقبل الاختلاف بشتى مجالاته، دون اللجوء للعنف والصراع ومشاعر الحقد والكراهية والعنصرية.
- تحقيق المصلحة العامة كأولوية مع المحافظة على مصالح الأفراد، من خلال عدم التعدي عليها والسماح بتحقيقها بالطرق ووسائل القانونية والسليمة.
- يرفع قيمة العلم والتثقيف والحوارات الفعالة والبناءة، حيث يجعل الأفراد يهتمون بالأساليب وبتحقيق مراتب عليا من الثقافة والتعليم حتى يصل لأهدافه بالطرق ووسائل السليمة، دون أن يعتدي على حقوق غيره.