قديماً كان الاقتصاد يقوم بشكل أساسي على رأس المال و الموارد الخام أما اليوم فهو إضافة إلى الاقتصاد و المواد الخام يقوم أيضاً على المعرفة، و المعرفة ليست كالمواد الخام او المال، فالارض لا تنتج معرفة و لا يمكن لنا شراؤها من أي مكان، بل تأتي بشكل أساسي من الإنسان و تحديداً من عقله و من تفكيره وجده واجتهاده، فالإنسان هو عامل أساسي من عوامل تطور الاقتصاد عن طريق معرفته التي يحصل عليها، والإنسان هو المورد البشري، ومجموعة الموارد البشرية في الدول تمثل ثروة كبيرة وضخمة وهائلة فبها اليوم استطاعت الدول التي لا تملك أية ثروات أن تنهض وتصبح من الدول التي لها وزنها الكبير في العالم من ناحية الاقتصاد وبالتالي من ناحية السياسة.
فإدارة الموارد البشرية تعني إدارة العاملين، و تعنى هذه الإدارة بكل ما يخص الموظفين في اى قطاع أو أية مؤسسة، حيث تختص و تهتم إدارة الموارد البشرية في المؤسسات بعملية جذب الموظفين و العمل على تنميتهم عن طريق زيادة خبرتهم بالدورات العلمية و التدريب المناسب إضافة إلى تحفيزهم للعمل و الانتاج، عن طريق المكافئات و الحوافز المقدمة لهم، إضافة إلى ذلك تهتم إدارة الموارد البشرية بعملية تنظيم الموظفين و التأكد من التطبيق الكامل لقوانين العمل المعمول بها في البلاد.
كان هناك قديماً ما يعرف بشؤون الموظفين حيث كانت هذه الدائرة مختصة برواتب الموظفين و تنظيم عملهم و بتطبيق قانون العمل، و لكن عندمت زاد الاهتمام بالعنصر البشري الكفؤ المدرب و المؤهل، و الذي يستطيع النهوض بالمؤسسات في الأوقات الصعبة، توجب تطوير هذا القسم و زيادة اختصاصاته، ليصبح قادراً على تدريب الموظفين و تجهيزهم حتى يكونوا قادرين على النهوض بالمؤسسات التي يعملون فيها، و ذلك تماشياً مع زيادة الاهتمام بما يعرف برأس المال البشري.
و من هنا إن الموارد البشرية ذات أفق أوسع و مدى أكبر مما يعرف بشؤون الموظفين، فشؤون الموظفين تهتم فقط بكل تعرف ما هو روتيني بالنسبة للموظف كالإجازة و الراتب و التأمين الطبي و المغادرة و الترقية و الفصل و عملية التوظيف و ما إلى ذلك من الأمور المختلفة، في حين وبالإضافة لهذه الأمور فإن الموارد البشرية تختص أيضاً بتطوير الموظف عقلاً و مهارة، و تهتم بتفيز الموظف على الإبداع و الإنتاج بصورة احسن وأفضل و مستمرة أكثر، لهذا فالموارد البشرية قد طغت على مفهوم وتعريف ومعنى الموظف التقليدي.