يُعدّ ابن قيم الجوزيّة مؤلّف كتاب الداء والدواء، إضافة إلى مؤلّفات أخرى مُتعدّدة. ولد ابن قيّم الجوزيّة عام 691 هجريّة، 1292 ميلاديّة، وتوفّي عام 751 هجريّة، 1349 ميلاديّة ودفن في مقبرة الباب الصغير بجانب والدته، وهو من علماء المسلمين المعروفين، واسمه كاملاً محمّد بن أبي بكر بن أيّوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي، وهو ينتمي إلى عائلة دمشقيّة عُرفت كونها عائلةً ملتزمةً بالدين، وكذلك عرفت بالعلم، ويُعرف بأسماء أخرى منها: شمس الدين، وأبو عبد الله، وكذلك ابن قيم الجوزيّة، وهو أشهر ألقابه، وجاءت هذه التسميّة لأنّ والده كان قيّماً على المدرسة الجوزيّة في دمشق في البزوريّة لفترة من الزمن، وقد توارث الأبناء والأحفاد هذا اللقب، وقد تَمّ تحويل هذه المدرسة إلى محكمة.
تتلمذ ابن قيّم الجوزيّة على يد العديد من الشيوخ، ويصل عددهم إلى أكثر من 25 أستاذاً، ومنهم والده ابن تيميّة، وقد كانت صلته به كبيرة فقد سُجن وبقي ابن قيّم الجوزيّة معه في السجن حتى توفي ابن تيميّة، وقد تعلّم منه الفقه وأصوله وتأثّر به، وتتلمذ علي يد ابن عبد الدائم، وبدر الدين بن جماعة، وابن الشيرازي، وأحمد بن عبد الله النابلسي، والمجد الحراني، وابن مكتوم، والكحّال، وشرف الدين ابن تيمية،و عيسى المطعم، والإمام الحافظ الذهبي، وصفي الدين الهندي، وبنت الجوهر، ومجد الدين التونسي وغيرهم. وله عدّة تلاميذ ومنهم: الفيروز أبادي، والإمام الحافظ ابن الكثير، والإمام ابن رجب الحنبلي، والبرهان بن قيّم الجوزيّة وهو ابنه، وعلي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي، والحافظ بن عبد الهادي.
مؤلّفات ابن قيّم الجوزيّة
لابن قيم الجوزيّة العديد من المؤلفات، قد تصل لأكثر من 98 مؤلفاً، نذكر منها: الصواعق المرسلة على الجهميّة والمعطلة، والكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، وغيرها من الكتب والمؤلّفات. وفي كتابه المعروف باسم الداء والدواء أو المعروف باسمه الآخر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، يتحدّث الإمام ابن قيم الجوزيّةعن طريقة إصلاح نفس الإنسان وتهذيبها والرقي بها وتقويمها تبعاً للمنظور الإسلاميّ، ويطرح ذلك بأسلوب يتّسم بالنصيحة تارةً وبالتوبيخ تارةً أخرى، ويتحدّث عن النفس الأمّارة بالسوء، ويُري القارئ عيوبه، وكيف أنّ الشهوات تسيطر عليه، ويحذّر من مكائد الشيطان وكيف أنّهُ يحتال على النفس لكي يوقعها في الذنوب والمعاصي، وهو يتحدّث في هذا الكتاب عن علم النفس، ويطرحه بأسلوب إسلاميّ ومن وجهة نظر الإسلام، ويورد أدلّةً عقليّة وأخرى نقليّة.
