الوقاية من الأمراض
يمتاز جسم الإنسان بتكامل جميع أجزائه معاً، وقد مكّنه الله تعالى من حماية نفسه بنفسه في أغلب الحالات، حيث توجد خطوط دفاعٍ فيه، فالخط الأول يتمثّل بالجلد الذي يقاوم التغييرات التي قد تحدث في البيئة المحيطة ويحافظ على درجة حرارة الجسم، والشعر أو الزغب فهو يقوم بحماية العيون والأنف من الأجسام الغريبة التي تحاول الدخول، وخط الدفاع الثاني هو الأغشية المخاطية التي تغطي جميع تجاويف الجسم حيث تعمل على التقاط الأجسام التي تستطيع اختراق خط الدفاع الأول، وهناك أيضاً خط الدفاع الثالث وهو عبارة عن استنفارٍ يتم داخل الجسم للقضاء على الأجسام الغريبة التي اخترقت خطوط الدفاع، وتعتمد هذه المقاومة على تكوين الأجسام المضادة.
الأجسام المضادة
تتكون الأجسام المضادة من مواد بروتينية متخصصة يطلق عليها اسم (الجلوبولينات المناعية)، حيث يتم إفراز هذه الأجسام من خلال خلايا (B)، نتيجة وجود أجساماً غريبةً، مما يوقف عمله وتأثيره على الخلايا، وتنتشر هذه الأجسام المضادة على سطح خلايا (B) وفي الدم وفي الأنسجة الليمفاوية.
تتألف هذه الأجسام من سلاسل عديدة الببتيد، وعدد هذه السلاسل أربعة تترتب على شكل حرف (Y)، وتكون أول سلسلتين كبيرتين وثقيلتين وثابتتين في التركيب، بينما السلسلتين الباقيتين أصغر حجماً، ويتغير تركيب الأحماض الأمينية التي توجد في الجزء العلوي من السلاسل مما يسمح بارتباط الجسم المضاد بنوعٍ معين من مولد الضد.
أنواع الأجسام المضادة وأماكن وجودها ووظائفها
يستطيع جسم الإنسان توليد خمسة أنواعٍ من هذه الأجسام، وكل نوعٍ يتواجد في مكانٍ معينٍ، ويقوم بوظائف محددةٍ، وهذه الأنواع هي:
- LgA: وتتواجد في الدموع والمخاط واللعاب والدم والليمف، وتقوم بحماية الأنسجة المخاطية ومهاجمة الأجسام الغريبة الدقيقة التي تدخل إليها.
- LgE: وتتواجد في الخلايا الصارية والقاعدية، وهي المسؤولة عن تفاعلات الحساسية.
- LgM: وتتواجد في الدم والليمف، وتظهر بشكلٍ كبيرٍ عند التعرّض لمولد الضد لأول مرةٍ.
- LgG: ويتواجد في الدم والليمف والسائل النسيجي، ويعد النوع الرئيسي من الأجسام المضادة في الدورة الدموية، ويقوم بمهاجمة الكائنات الدقيقة والقضاء على سمومها.
- LgD: ويتواجد في الدم والليمف وسطح الخلايا (B)، وتعد هي المستقبلات لمولدات الضد الموجودة على الأغشية من أجل تنشيط هذه الخلايا.
آلية عمل الأجسام المضادة
عند دخول أي جسمٍ غريب إلى الجسم فإن الأجسام المضادة تنتقل من الدم وسوائل الجسم لتلتحم مع هذا الجسم الغريب، وتكون هذه الأجسام المضادة تتلاءم في تركيبها مع مولد الضد، ويؤدي ذلك إلى نشوء تفاعلاتٍ حيويةً تعمل على تدمير الجسم الغريب أو وقف نشاطه بطرقٍ مختلفةٍ.