القيم الإنسانية ومفردها قِيمةٌ هي مجموعة الأخلاق والعادات الاجتماعيّة والسلوكيّة والمبادئ والمُثل التي ينشأ عليها الفرد منذ نعومة أظفاره وتسّتمر معه طوال حياته، ويتمّ ممارستها بشكلٍّ عفويٍّ وطبيعيٍّ في الحياة اليوميّة في محاولةٍ من الفرد للوصول إلى الرضا الذاتيّ واحترام المجتمع له، كما يُعرِّف علماء النفسّ القيم الإنسانيّة بأنها مجموعة من الانفعالات وردود الفعل الصادرة عن العقل تجاه موقفٍ معيّنٍ ناتجٍ عن ما يختزنه الفرد في عقله ووجدانه من تأثُّرٍ بالمجتمع والعادات والدِّين والفطرة تجاه هذا الموقف؛ فعلى سبيل المثال رؤية مُسِّن يقطع الشارع حاملًا لأغراضٍ يعّجزّ عن نقلها بسهولة إلى الطرف الآخر من الشارع هنا قد نشاهد أحد المارّة يقوم بمساعدة ذلك المُسِّنّ في قطّع الشارع وحملّ الأغراض وهذا ما يُطلق عليه قيمة المساعدة، والرأفة، والرحمة، والإحساس بالمسؤولية وجميعها تنتمي إلى قائمة القيم الإنسانيّة التي تطول كثيرًا.

أنواع القيم الإنسانية

القيم الإنسانيّة شجرةٌ متعددة الفروع تفيء إلى ظلها كافّة الأخلاقيّات التي عرفها الإنسان منذ بداية الحياة على هذه الأرض وإلى نهايتها، وهذه الأخلاقيّات هي التي دعت إليها مختلف الأديان والعقائد وأصحاب العقول الراجحة والتفكير السليم ومنها:

  • القِيم الاجتماعيّة: هي مجموعة الأخلاق والسلوكيّات التي يكتسبها الفرد من المجتمع وتنّعكسّ في المجتمع من الأهل والأقارب والزملاء وعابري الطريق من مختلف مشارب الناس ومذاهبهم ومن تلك القِيم: مساعدة الآخرين، والنجدة، ودفّع الظلم عن المظلوم والانتصار له، وشهادة الحقّ، والعمل التطوعيّ.
  • القِيم الشخصيّة: هي مجموعة الأخلاق التي يتربى عليها الفرد متأثِّرًا على الأغلب بوالديّه ومعلِّميه ومن ثم محيطه الأوسع بحيث تُصبح تلك الأخلاق جزءًا لا يتجزأ من شخصية الفرد ومنها: الصِّدق، والأمانة، والإخلاص في القول والعمل، والتّرفُّع عن سفاسف الأمور، والشجاعة، ومخافة الله في السِّر والعلن.
  • القِيم الاقتصاديّة: هي مجموعة الأخلاق التي يتمسّك بها الفرد في طريقه للحصول على المال أو الوظيفة أو إنجاح العمل الخاصّ به بالرغم من كافّة الظروف والمغريات المحيطة به ومنها: رفضّ الرشوة، الحصول على المال بالطُّرق المشروعة دينًا وقانوناً، والحرص على توظيف ما لديه من أموال في مساعدة الآخرين وتشغيلهم وتهيئتهم لمواجهة مصاعب الحياة.
  • القِيم الجَماليّة: هي مجموعة من السلوكيّات التي يكتسبها الفرد من أسرته أو يعملّ على تطويرها لديه بحيث تضفي عليه مزيدًّا من الوقار والاحترام ومنها: الأسلوب الراقي في التعامل مع الآخرين صغارًا وكبارًا، وهدوء نبرة الصوت أثناء الكلام، والالتزام بالصّمت وقلّة الحديث في كافّة المجالات والمجالسّ.
  • القِيم الدينيّة: هي مجموعة الأخلاق التي أمر بها الدِّين ونهى عن بعضها الآخر ومنها: الالتزام بتعاليم الدين في المعاملة، واللباسّ، والحديث، وأداء الفروض والعبادات.