فضل شهر رمضان
شهر رمضان هو خير الشُهور وأفضلِها، فيه ليلة القَدر التي هي خير من ألف شهر وجميع ليالي رمضان مُباركة، فهو شهر الخَيرات وشهر الغُفران وشهر العِتقِ من النّيران، وشهر التقرُب إلى الرحمن وقراءة القُرآن، وكثيراً ما يقَع الإنسان في أخطاء يتسبّب بها في أنْ يكون هذا الشّهر من أثقل الأشهر بالنسبة له، بسبب اتبّاعِه لنظام حياة خاطِئ، فهو يُغيّر نظام حياته كُلياً بدْئاً بنِظام غذائه فيجعله أدسَم ويُضيف إليه كميات أكبر، حتى نِظام نومِه فيُبدل ليلُه نهاراً ونهارُه ليلاً ،مُفوتاً على نفسه فرصة عظيمة، فرصة نيل الأجر والثّواب والجزاء الحَسَن من الله عزّ وجل، وفُرصة تقويّة جسمه وتخليصُه من العديد منْ الأمراض وجعلِه أقدَر على التّحمُل وأقوى من ذِي قَبل.
نصائِح للمُحافظة على جِسمِك في رمضان
- لا تُبالِغ في الطّعام والشّراب بحُجّة أنّ لديك نهار طويل سوف تقوم بصِيامِه.
- اهتّم بالنّوع وليس بالكّم، فأنْ تهتّم بتناول طعام مُنوّع يُساعدك على إتمَام صِيامك بشكل مُريح، دون أنْ ينتابَك أوقات تعَب وهَزلان.
- يجب أنْ تحتوي وجبة الإفطَار على خُضار طَازجة لفائدتها العظيمة فهي مُهمَة جداً لعمل الجِهاز الهضمِي، ومُهمَة في المُحافظة على بشرة نضّرة لاحتوائها على الفيتامينات المُهمَة لجِسم الإنسان.
- لا تبدَأ بطعامِك الدّسم عند الإفطَار حتى لا تُثقِل على المعدة بعد ساعات طويلة من الانقطَاع عن الطّعام.
- ولعلّ عادّة الإفطار على التّمر والقليل من الحليب لها تفسيرها الطّبي، ودعمِها من قِبل أخصّائِي التغذية، فالتّمر يحتوي على الكثير من الفيتامينات والأملاح، وهو مُقاوِم للإمساك، ويُساعد على رفع مُستوى السُكر بالدّم بعد صِيام نهار طويل، ويقوم الحَليب بتأمين احتياجاتنا اليوميّة من فيتامين "د" والكالسيوم.
- ومِن ضِمن العادات السّيئة تناول الطّعام والشّراب بسُرعة وهذا أمر خاطِئ فهو يُؤدّي إلى ابتلاع كميّة كبيرة من الهواء، الأمر الذي يُوسّع المعدة ويدعو إلى التجشوء.
وكذلك يجب تجنُب شُرب الكثير من السّوائل أثناء الطّعام، لأنّ ذلك يتسبَب بسوء الهضم والنّفخة، ويُفضّل تأجيل شُرب السّوائل بالفترة بين الإفطار والسُحور.
- يُفضّل عدم الإكثار من شُرب الشاي والقهوة، لأنّها مُدّرة للبول وتُسبب الجفاف، ناهِيكَ عن تسبُّبها بالأرَق وصُعوبة النّوم.
- يجب تناول كِميّة من المُكسّرات بين فترتي الإفطَار والسُحور، ويُفضّل اختيار المُكسّرات التي تحتوي على أوميغا 3 مثل : الجوز.
- يجب تناول الطّعام ببُطء، والامتناع عنْ التّحدُث أثناء المَضَغ.
- يجب التّوقُف عن تناول الطّعام قبل الشّبع.
- الحِرص على تناول ما يُقارب من ثمانية أكواب منْ المياه يومياً.
- ابتعِد عن المُخللات وعن الطّعام المُمّلح الذي يُسبب العطش في نهار رمضان.
- لا تستخدم العصَائر المُصّنعة فهي مليئة بالسُكريّات، واستبدِلها بالعصائر الطبيعية.
- ابتعِد عن تناول المشروبات الغازية، فهي ليست مُسبّبة للسّمنة وحسب، بل أثبتت الدّراسات بأنّ لها ضرر على العِظَام أيضاً.
- لكُل بلد عادات مُعيّنة في شهر رمضان، ومن ضِمن العادات السّيئة تناول كِميات كبيرة من الحلويات المُصنّعة بطريقة غير صحيّة، فهي مليئة بالدُهنيّات والسُّكريات، ويُعتبر تناولُها لمُدة شهر كامِل عِبْء صِحي على جسد الإنسان، خاصّة وإنْ تجاوز الكمية المُحدّدة له من قِبل طبيبه، أو تجاوز الكميّة المعقولة التي يُمكِن أنْ يتحملَها الجهاز الهضمِي، ويستطيع العمل بشكل طبيعي حين تناولها.
- ليس منَ الصّحيح تجاوز طَعام السّحور، فلقد أوصانا الرّسول صلّ الله عليه وسلم بالسّحور، فقال عليه السّلام (تسّحروا فإنّ بالسّحور بركة) فهو يُعطينا الطّاقة اللازمة لإتمام عملية الصّيام ، فلا بد من احتواء السّحور على مواد غِذائية تحتوي على سوائل خاصّة وإنْ كانت درجة الحرارة مُرتفِعة، وتحتوي على سُكريّات تمُدنا بالطّاقة.
الرّياضة والصّيام
منَ المراحل التي يمُر بها الطّعام في جسم الإنسان مرحلة الاستقلاب، وفيها يتّم استهلاك جُزء من الدّهون المُخزّنة والجلايكوجين لإنتاج الطّاقة، فعندما يصوم الإنسان ويُدّعم صومه بالكسل والنّوم الزّائد والرّاحة المُفرطة، يحرِم نفسه من الاستفادة من صِيامه في عملية الاستقلاب، فمُمارسة الرّياضة تُعتبر مصدراً مهماً لانقاص الوزن لِمن يُعانِي من الزّيادة في الوزن، وتُساعد على التخلُص من الدّهون التي تُسبب أمراض كثيرة مثل: ضغط الدّم والسُكّري وغيرِها، ولكنّي ينبغي عند مُمارسة الرّياضة أثناء الصّيام مُراعاة بعض الأمور مثل: أنْ لا تزيد مُدّة الرّياضة عن 60 دقيقة، وأنْ لا تكون الرّياضة من ضِمن الرّياضات المُرهِقة والتي تتسبّب في التعرُّق الشّديد وفقْد السّوائل، وتُعتبر رياضة المشي من الرّياضات المُفضّلة في شهر رمضان، ويجب اختيار الوقت المُناسب للرّياضة، فيُعتبر وقت ما قبل المغرب مُمتاز جداً للقِيام بالنّشاطات الرّياضية، ولكنْ يجب التّوقُف عن الرّياضة فورَ شُعور الشّخص بألم في صدرِه أو حُدوث صُداع خاصّة لأمراض القلب والجِهاز التنفُسِي.
كيف تصوم الحامِل رمضان
يُعتبر الحمل من الحالات الخاصّة في الصّيام، فيجب على المرأة الحامل أنْ تهتّم بغذائها حتى تتمكّن من الصّيام دون أنْ يُأثِر ذلك على الجنين، فمن المُهِم جداً أنْ تحتوي وجبة سحور المرأة الحامل على الكالسيوم لأنّه ضروري للمُحافظة على أسنانها وعِظامها وضروري ليضل لبناء الجنين ناهيك عن أهمية وفائدة تناول الطعام الصّحي خاصة البروتينات والفيتامينات مثل الحديد، ومع ذلك رخص الله عز وجل للمرأة الحامل أنّه يصِح لها الإفطار في نهار رمضان إنْ خافت على نفسِها أو على ولدِها، ولكُل حالة حُكمها الشّرعي.
مرضى السُكر وصِيام رمضان
يسأل الكثير من الناس عن الطريقة الصّحيحة لِصيام مريض السّكر، والحقيقة هي أنّه يُمكن أنْ يصوم مريض السُكر رمضان ولكنْ مع أخذ بعض التدّابير والتغييرات في الاعتبار، حيثُ أنّ مرض السُكر هو من الأمراض المُزمِنّة ولكنْ يُمكن السّيطرة عليه عن طريق الحميّة والعلاج، وكثيراً ما يَنصح أطباء أنْ يقوم مرضى السُكر على السيطرة على المرض في شهر رمضان عن طريق ثلاثة مَحاوِر، أولاً مِحور تعديل جُرعات الأنسولين والأدويّة، ثم اتبّاع حِميّة غذائية وضبط كميّات الطّعام ونوعِه، وتقليل الجُهد البدّني المبذول (الجُهد الفيزيائي) خاصّة في فترة النّهار، ولكنْ هناك فِئات يُمكنهُم الصوم ، ولكنْ مع مُخاطرة وهم فئة المرض نمط1، حيث أنّ السُكر غالبا ما يكون مُستقِر، وهناك فِئات يُمنع صيامهم بتاتاً وهم مرضى ما يُسمى بالسُكّري المُتأرجِح فهُناك خُطورة كبيرة لصيامهم، وهم يُعالجون بمضخّة الأنسولين ومُستوى السُكر لديهم غير مُنضبِط.
صوم الأطفال في رمضان
من المُهم تعويد الأطفال تدريجياً على الصيام، ولكنْ من المُهم أنْ يأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل ووزنه وبنيتُه، والأمراض التي يُعاني منها إذا كان هناك أمراض لا سمح الله، فيبدأ الطّفل بالصّوم التدّريجي لساعات قليلة ثم تتّم زيادة تلك السّاعات تدريجياً، ويُنصح تقديم الطّعام بالتسّلسل للطّفل بعد صيامه لساعات، ويُنصح كذلك بتدّعيم وجبة السّحور بكثير من الأغذية التي تحتوي على سوائل خاصّة وإنْ كان الجو حاراً جداً، وكذلك تضْمين أغذيّة تحتوي على كالسيوم ونشويات لكي تمُد جسمُه بالطّاقة، مع مُراقبِة علامات و دلائل جسم الطّفل الحيويّة فإذا ظهرَت عليه علامات و دلائل مُقلِقة مثل الدّوخة وألم الرّأس وغيرها فلا داعِي منْ أنْ يُكمَل صيام يومه، فالمسألة فقط تكمُن في تعويدُه، فهُناك علامات و دلائل تدُل على انخفاض السُكّر بالدّم مثل: ارتجاف الأطراف وقلّة التّركيز، وهنا يجب إعطَاء الطّعام للطّفل حالاً حتى لا يتعرّض لمخاطِر صحيّة.