تكمن العلاقة بين البكتيريا العصوية ومرض الجمرة الخبيثة أنه عبارة عن مرض تسبّبه البكتيريا العصويّة،التي يُطلق عليها أيضاّ عصيّات الجمرة، الإسم العلمي لمرض الجمرة الخبيثة باللغة الإنجليزية هو كلمة (انثراكس)  المُقتبسة من اليونانية ومعناها (الفحم).

العلاقة بين البكتيريا العصوية والجمرة الخبيثة

بكتيريا الجمرة الخبيثة عصويّة الشكل موجبة لصبغة غرام تحتوي على محفظة تنُتج أبواغ (سبورات) يكون حجمها بين (1-2)، لها قدرة عاليّة في مقاومة العوامل الطبيعية كالجفاف والحرارة، وتعيش عشرات السنين في التربة وتتكاثر، وتعمل على إفراز سموم لها أثر فعال وقويّ على البشر والماشية والطفيلية التي تصيبهم،فهذه الأبواغ تنفتح وتتيح للجرثومة أن تعيش لفترات طويلة في ظروف غير مناسبة، كما تتميز هذه السبورات أن لها غلاف سميك مهمته حمايتها من التأثيرات المُحيطه به مثل الجفاف.

أماكن وجود أبواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة

تتواجد البكتيريا العصوية للجمرة الخبيثة في المزارع والحقول،وفي الحيوانات التي تتناول الأعشاب في كل من شرق أسيا، شرق وجنوب أوروبا، أفريقيا، أمريكا الوسطى والجنوبية، ففي هذه المناطق تكثر الإصابة بمرض جمرة الخبيثة، فهذا المرض غير مُعديّ ولكن التعرّض للإصابة به بواسطة عدد كبير من السبوات أو الأبواغ.

أكثر المعرضون للإصابة بمرض الجمرة الخبيثة

يُطلق على هذا المرض (بالمرض المهني)، لأنه يُصيب أصحاب المهن المُتصلة بالتعامل مع الحيوانات، كالمزراعين والرعّاة، والعاملين في الموانئ في شحن منتجات الحيوانات،كذلك من يعملون في فرز الصوف يُصيبهم عن طريق الإستنشاق لأبواغ البكتيريا وقد سُميّ هذا المرض (مرض قزازي الصوف) وتتم الإصابة به إذا تجاوز عدد السبورات أو الأبواغ التي إستنشقها الشخص الواحد (3000) بوغ.

طرق ووسائل التعرض للإصابة بمرض الجمرة الخبيبثة

  • عن طريق الإستنشاق خلال فرز الأصواف والجلود،وكذلك يُمكن الإصابة به خلال إنتشار أبواغ الأسلحة البيولوجية.
  • بواسطة الإحتكاك ولمس الحيوانات وطعامها ومنتجاتها كالصوف والجلد واللحوم.
  • عن طريق الجهاز الهضمي،مع تناول لحوم الحيوانات المُصابة بالمرض،وتكون اللحوم غير ناضجة.

أعراض الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة

  • تظهر عدوى الإصابة بالمرض في بضع ساعات لكن ظهور الأعراض يأخذ عدة أيام.
  • تظهر الأعراض بالإصابة الجلدية بهيئة حبوب حمراء شكلها مُلتهب، يأخذ الإلتهاب بالتطور بطريقة سريعة، ليظهر على شكل فقاعات يحُيطها رشح مائي شديد، وتنفجر تلقائياً بسرعة، لتكوّن صديد يعُطي شكل للجلد كالمحترق، ولونها حمراء ملتهب ومنتفخ مع حدوث تضخم للغدد الليمفاوية التي تكون قريبة من المنطقة المُصابة، وإرتفاع حرارة المريض قد يؤدي إلى الوفاة السريعه.
  • يمُكن أن تكون أعراض خفيفة ليست بالغة كالسابق وأقل خطورة، حيث تلتئم وتشفى القروح، والإصابة ليست مؤلمة.
  • ينتج عن الإصابة عن طريق الاستنشاق حدوث النزيف الداخلي للشعب والحويصلات الهوائية، مما يهتك ويدّمر أنسجتها، وتعرّض الغدد الليمفاوية التي تحُيط في القصبة الهوائية إلى الإصابة بالخلل، وإنتشار البكتيريا في كامل الجسم، مُسببّة الإصابة بالنزيف الدماغي المؤدي للوفاة.
  • أعراض الإصابة في الجمرة الخبيثة المعويّة بإلتهاب حادّ يصيب المعدة، الغثيان، فقدان الشهّية،قئ، إرتفاع في درجة الحرارة، مغص وإسهال حادّ.

الجمرة الخبيثة والحرب البيولوجية

  • أدى القلق العالمي من هذا السلاح الفتّاك الذي تم إستخدامه في الحروب وقتل الشعوب إلى توقيع معاهدة تمنع وتحظر تخزين إو إنتاج مثل هذا الإسلحة الكيميائية الخطرة، فقد قامت جماعة في اليابان تدعي (اوم شينريكيو) بإطلاق مادة (سارين) الجمرة الخبيثة على محطة قطار للأنفاق في العاصمة طوكيو  عام 1995م،ولم تقع إصابات بهذا المرض.
  • عام 1995م قامت أمريكا بحظر برامج الأسلحة البيولوجية في سبعة عشر دولة منها (إيران، العراق، سوريا، ليبيا،كوريا الشمالية، تايوان، إسرائيل، مصر، وفيتنام، كوبا)، وكانت لدى بعض الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة برنامج الأسلحة البيولوجية وحسب ما أعلنوا إنهائه وتوقيفه في عام 1972م.