وقت الضحى من أوقات النهار؛ فهو يبدأ من بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريبا وينتهي قبل الزوال- أي قبل أن يصير ظل كل شيء مثله وهو وقت صلاة الظهر- بعشر دقائق تقريبا، ووقت الضحى من الأوقات المباركة التي أقسم بها الله تعالى في كتابه العزيز، وسميت سورة من سور القرآن الكريم باسم هذا الوقت ألا وهي: سورة الضحى، كما أن صلاة الضحى من السنن المؤكدة ويطلق عليها اسم صلاة الأوابين، وتصلى في الحضر والسفر على حد سواء، وعدد ركعاتها اثنتين، أو أربع أو ست أو ثماني ركعات يسلم المصلي بين كل ركعتين.
ما هى اسباب نزول سورة الضحى
سورة الضحى من أوائل السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي بفترة وجيزة؛ فكانت السورة الحادية عشرة في النزول، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن وتحمل الرقم ثلاث وتسعون، ويبلغ عدد آياتها عشر آيات كريمة. سورة الضحى اشتملت على معان وقيم إنسانية عظيمة متمثلة في الإحسان والعطف والرفق باليتيم، والسائل المحتاج للمساعدة، كما تنبه إلى أن من صبر واحتسب وعمل ما طلب به فسوف يعطيه الله حتى ترضى نفسه بهذا العطاء.
تعددت الروايات التي ذكرت في كتب التفسير عن سبب نزول هذه السورة؛ ولعل من أبرزها ما يلي:
- إن النبي صلى الله عليه وسلم ألم به بعض التعب واشتكى من ألم ما؛ فلم يستطع الخروج من بيته لمدة ليلة أو ليلتين، فجاءته امرأة قيل: هي زوجة أبي لهب وتدعى أم جميل، وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك- وكان كفار قريش يتهمون النبي بالتعامل مع الجن-؛ فنزل قول الله تعالى:(والضحى? (1) والليل إذا سجى?(2) ما ودعك ربك وما قلى?).
- الرواية الثانية تذكر أن كفار قريش بدأوا بالتحدث في شأن انقطاع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقالوا: قلاه ربه أي تركه وتخلى عنه؛ فنزل جبريل عليه السلام بهذه السورة.
- ذكر المفسرون أيضا في سبب تأخر نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بأن جروا صغيرا دخل إلى منزله الشريف وجلس تحت سريره صلى الله عليه وسلم، ومات في مكانه؛ فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم خولة - المرأة التي كانت تخدم في بيته الشريف- بأن الوحي انقطع عنه ولا يعرف السبب؛ ثم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من بيته.
