من علامات و دلائل الساعة الكبرى

إن الله سبحانه وتعالى جعل الأرض فانية وجعل دار الآخرة هي المأوى والمسكن، فأمرنا سبحانه وتعالى بطاعته وعدم عصيانه والإكثار من الاستغفار، وعمل الأعمال الصالحة لكي تكون خيراً لنا في آخرتنا، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة عن علامات و دلائل الساعة إذا وقعت، فإنّ نهاية الحياة على الأرض أصبحت قريبة، ويجب على كل مسلم الإيمان بهذه العلامات و دلائل (بقيام الساعة)، والاستعداد لها لأنها تقع في لمح البصر ودون موعد مسبق وأنها من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرّف على مفهوم وتعريف ومعنى الساعة ونذكر بعض الأحاديث التي وردت فيها كما سوف نذكر علامات و دلائل الساعة الكبرى، ونذكر بعض الأحاديث التي ذكرت هذه العلامات.

نقصد بالساعة التي وردت في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة وعدد كبير من الآيات القرآنية على أنّها نهاية الحياة وبداية الحساب للآخرة، فهي تمثل الحدّ الفاصل بين الآخرة والدنيا فبحدوثها تنتهي الحياة وتبدأ رحلة الحساب، وبالتالي يجب على كلّ مسلم أن يؤمن بها فهي أحد أركان الإيمان التي لا يصلح إيمان المسلم دونها، وإن الله سبحانه وتعالى أخفى علم الساعة عنا فهي تعتبر من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فقال الله تعالى في سورة الأعراف آية 187 "يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" فمن خلال هذه الآية الكريمة نرى أن الله سبحانه وتعالى قد أخفى علمها عن الناس وحتى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وإنما تأتينا بغتة دون موعد مسبق أو معلوم، ولكن الله سبحانه وتعالى قد بين أن قبل وقوع الساعة هنالك علامات و دلائل تدل على اقترابها ففي قوله تعالى في سورة محمد آية 18: "فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالله يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ" فهذه الآية توضح أنّ الساعة لها علامات و دلائل تدل على قدومها دون علم أحد.

لقد ورد في عدد من الآيات عن بعض علامات و دلائل الساعة الكبرى وورد البعض الآخر في السنة النبوية، وكذلك قد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قبل العلامات و دلائل الكبرى هنالك عدد كبير من العلامات و دلائل الصغرى فمنها ما انقضى ومنها ما لم يحدث بعد، ومن أشهر هذه العلامات و دلائل الصغرى هي انشقاق القمر، ومولد وموت الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، أمّا علامات و دلائل الساعة الكبرى فيبلغ عددها عشرة كما ورد في الكتاب والسنة على النحو التالي:

• خروج المسيح الدجال: هنالك أحاديث نبوية كثيرة تشير إلى خروج المسيح الدجال الذي يفتن الأرض وما عليها إلا بعض الأمكان التي حرم الله سبحانه وتعالى عليه دخولها مثل المدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجبل الطور في القدس، حيث هذا المسيح يعدّ أكبر فتنة في تاريخ البشرية فهو يدّعي الألوهية ويتبعه عدد كبير من الناس، وقد حذّر جميع الأنبياء من هذه الفتنة وهذا ما ورد في حديث أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ" رواه البخاري.
• نزول المسيح عيسى ابن مريم: يعتبر نزول المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام علامات و دلائل الساعة الكبرى، فهو ينزل لمقاتلة الدجال ولإيقاف فتنته من الانتشار بين الناس، وهذا ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" رواه البخاري ومسلم.
• خروج دابة الأرض: هذه الدابة تخرج ويقال معها خاتم سليمان وعصا موسى حيث تقوم بوضع علامة على الإنسان المؤمن والإنسان الكافر.
• الدخان: ذكر في أحاديث كثيرة أنّه في آخر الزمان تخرج ريح صفراء تقبض أرواح المؤمنين والمسلمين ويبقى على الأرض الكافر والمشرك.
• خروج الشمس من مغربها: حيث لا قبول للاستغفار بعدها، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالاستغفار وطلب العفو منه قبل ظهورهذه العلامة.
• خروج يأجوج ومأجوج: يعتبر قومي يأجوج ومأجوج المذكورين في القرآن الكريم في سورة الكهف من الغيبيات التي سوف تظهر آخر الزمان والذين يقال بأنهم يخرجون بعد نزول المسيح عيسى ابن مريم.
• خسف بالمشرق: من علامات و دلائل الساعة أن تكثر الخسوفات والزلازل القوية حتى تؤدّي هذه الخسوفات لمحو وتدمير قبائل وحضارات كثيرة في المشرق والمغرب.
• خسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب.
• نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم: يقال بأنّ هذه العلامة آخر علامات و دلائل الساعة حيث تخرج هذه النار وتدفع الناس إلى أرض المحشر والمنشر إلى بيت المقدس وبعدها تقوم الساعة.

لكن لا يوجد أي نصّ صحيح وصريح يوضح ترتيب هذه العلامات و دلائل وما ورد من ترتيب لهذه العلامات و دلائل هي من اجتهادات العلماء.