البحث عن الإخلاص في العمل

البحث عن الإخلاص في العمل

دور العمل في الحياة

يُعتبر العمل المحرّك الرئيسي للنهضة منذ أن خلق الله تعالى الأرض ومن عليها وإلى قيام الساعة، فالعمل هو وسيلة استثمار القدرات الإنسانية، والموارد الطبيعية في مختلف المجالات، من أجل الارتقاء بالمجتمعات الإنسانيّة، وتطورها، وتقدمها على كافة الصعد، وفي مختلف المجالات.


وقد حثّت الأفكار والمبادئ الإنسانية السامية على أهميّة العمل، وعلى أهميّة إتقانه، والإخلاص فيه، فهذا مما يساعد على تطوّر الأمم، وراحة الناس، والأخذ بيد المستضعفين في كافة أصقاع المعمورة، ولا يُقصد بالعمل الإنتاج فقط، بل يشمل ذلك العديد من الأمور والنواحي الأخرى؛ فقضاء الوقت في مساعدة المحتاجين ضرب من ضروب العمل، ونشر الأفكار والوعي في المجتمع إزاء قضيّة معينة أو مجموعة من القضايا من العمل، ومحاولة تفهّم الآخرين وإعادتهم إلى جادة الصواب أيضاً من العمل، ومن هنا فإنّ دروب العمل عديدة، وكل ما يلزم الإنسان العزيمة الصادقة التي لا تلين ولا تنثني.


فقدان الإخلاص في العمل

لن يستوفي العمل غاياته بالشكل المطلوب دون أن يخلص العامل في ما أدّاه وقام به، فالعمل لا يكون فقط بكثرة الإنجاز، بل بقيمة الإنجاز، ومدى إتقانه، ولعلَّ انعدام الإخلاص في العمل هو واحد من أهم ما هى اسباب تخلّف الأمة في يومنا هذا.


ينعدم الإخلاص في العمل بفعل العديد من العوامل، وعلى رأسها حاجة العاملين إلى تلبية متطلباتهم كاملة غير منقوصة، حيث يدفعهم ذلك إلى التركيز على الكم عوضاً عن النوع، ومن العوامل الأخرى أيضاً عدم وجود الإدارة الناجحة التي تحفّز العاملين، فجلُّ ما تهتم به الإدارات في الغالب هو زيادة العوائد الماديّة على حساب الإتقان والإبداع، ممّا يقتل أي حافز في نفوس العاملين، ومما يجعلهم غير مبالين ولا مكترثين بما يقومون به من أعمال.


كما ويلعب اليأس المجتمعيّ دوراً كبيراً في ضياع الإتقان والإخلاص، وعلاج و دواء هذا المسبب يقع أولاً وأخيراً على الحكومات التي أفقدت شعوبها ثقتهم فيها، وفقدان الشعوب ثقتهم في حكوماتهم وفي اى محاولة جادة للإصلاح يفقدهم الأمل في المستقبل المشرق، وبالتالي يضيع الإخلاص في العمل، بسبب يقينهم بعدم جدوى أي محاولة مهما كانت.


إقرأ أيضا : كيف أحقق الإخلاص

استعادة الإخلاص والإتقان

يجب أولاً أن يجعل الإنسان عمله خالصاً لوجه الله تعالى، فعندئذ لن يضيره أي شيء، وستخرج تحف فنية من بين يديه، كما ويجب عليه أن يتعلم جيداً، ويلمَّ بمهنته وحرفته، وأن يعرف أدق التفاصيل، وأن يعمل بها أساساً لرغبة متأججة داخله وليس لهثاً وراء المال فقط، فعلى القادة الروحيين أن يبثوا الحماسة في المجتمع، وأن يدفعوا الأفراد دفعاً نحو الأفضل، فذلك أدعى للارتقاء بالمجتمع، والنهضة بالأمة. وأخيراً يقع عبء كبير على الإدارة، لذا فقد وجب عليها تقديم كافة الحوافز الممكنة من أجل استنهاض العاملين، واستخراج احسن وأفضل ما لديهم لا أسوأه، فالمحاكم اليوم امتلأت بمختلف القضايا العماليّة، وهذا لا يليق بأمة تحاول أن تضع لها موطأ قدم بين الأمم المتقدّمة.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل