كلنا نعلم أن الشيطان هو عدو الإنسان اللدود منذ الأزل ، فمنذ بدء الخلق ؛ أي منذ خلق الله عزوجل سيدنا آدم عليه السلام رفض أن يسجد له ، بحُجّة أنه خُلقَ من نار و سيدنا آدم خُلق من طين ، فكان يرى نفسه أسمى من أن يسجد له ، لذلك قام الله عزوجل بطرده من رحمته و ألقى عليه غضبه إلى يوم القيامة ، كما في قوله تعالى : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً " ، فقام بالتوعد لبني البشر بأن يغويهم جميعهم .
فالشيطان يأتي للإنسان في حالة الغفلة ، يستغلُّ ضعفَهُ و يوسوس له ، لكن يجب أن تكون ارادته أقوى من الشيطان و وسوسته ، فلا نتبع طرق وخطوات الشيطان و نسير وراءه دون تفكير ، و لكن علينا ألاَّ نرمي بكل أخطائنا و آثامنا على عاتق الشيطان ، فالنفسُ أمّارةٌ بالسّوء ، فعلينَا دائِماً مُواجَهة أنفسنا ، فكيد الشيطان ضعيف ، لذلك يجب علينا أن لا نعلّق كل آثامنا و خطايانا على الشيطان ، فإرادتنا لها الدور الكبير في الانتهاء والتخلص من وسوسته ، لكن إذا استسلمنا لوسوسته فإن الشيطان سيسيطر علينا ويجعلنا نتبع خطواته.
خلق الله تعالى الإنسان و كلّفه بإعمار الأرض ، لذلك جعله عاقلاً و صاحب أهليّة ، و لديهِ الإرادة ، و الإنسان البالغ العاقل يميز بين الحقّ و الباطل ، و بين الخير و الشر و بين الحلال و الحرام، لذا فالإنسان مسؤول ، و لم تأتِ هذه المسؤولية إلا لأن الله تعالى قد كرّمَه.
لكن كيف نستطيع الانتهاء والتخلص من وسوسة الشيطان
علينا الإستعاذة من الشيطان الرجيم دائماً ، كما جاء في قوله عزوجل : " و إما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ". قراءة المعوذتين دائماً ( سورة الفلق و سورة الناس ) ، فهي تخلصنا من الجن ، و تحمينا من عين الناس. قراءة آية الكرسي ، فمن قرأها حين يصبح ينزل عليه من الله حافظ فلا يقربه الشيطان حتى يمسي ، و كذلك من قرأها حين يمسي ينزل عليه حافظ من الله ، فلا يقربه الشيطان حتى يصبح. علينا دائماً بقراءة سورة البقرة ، فالبيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان ، فقد قال عليه الصلاة و السلام : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإنّ الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ". علينا بقراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، فقد قال – صلى الله عليه و سلم - : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " . علينا دائما بقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك و له الحمد و هو على كل شيءٍ قدير" مئة مرة يومياً ، فهي تكون لنا حرزاً من الشيطان ، فلا يقربنا. علينا دائماً بذكر الله عزوجل ، فليس هنالك من سبيل يحرّرنا من الشيطان إلا ذكرُ الله عزوجل . الإبتعاد عن الفضول الذي قد ينتابنا تجاه حياة الآخرين . علينا دائماً قراءة القرآن الكريم ، فهو تحصيننا من الشيطان الرجيم، كما في قوله عزوجل : " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً ".