تاريخ اليمن الحديث

هي إحدى دول القارّة الآسيويّة، وتقع في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، وتحدها من الشمال المملكة العربية السعودية، وغرباً البحر الأحمر، وجنوباً بحر العرب، أما من الشرق فتحدها سلطنة عمان.

تتبع اليمن أكثر من مائتي جزيرة في البحر الأحمر وبحر العرب، كما أنها الدولة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي يحكمها نظام جمهوري، وهي عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

تمر اليمن بالعديد من الصراعات التي تعيق تنميتها منذ العصر الحديث، وتعتمد في اقتصادها على الزراعة والدخول الريعية من الممرات البحرية والموانئ، واحتلت اليمن المرتبة الثامنة بين الدول الأكثر هشاشة حول العالم عام 2014.

مر تاريخ اليمن الحديث بالعديد من المراحل المهمة ومن أبرزها ما يلي:

المملكة المتوكلية

استطاع الإمام يحيى حميد الدين المتوكل توسيع نفوذه بعد خروج العثمانيين من اليمن، ورفض المعاهدة التي وقعت بين الإنجليز والعثمانيين والتي قسمت إلى شمالي وجنوبي، وبعد العديد من المواجهات مع الإنجليز والأدارسة آثر أن ينعزل بالمناطق التي يحكمها ويؤسس حكما دينياً لكونه إماماً زيدياً، وذلك خوفاً من وقوع البلاد تحت وطأة الاستعمار مرة أخرى وتجنيبها التيارات القومية التي ظهرت في المنطقة العربية.

قتل الإمام يحيى في عام 1948 بعد قيام ثورة الدستور بقيادة عبد الله الوزير، وما لبث أن قام أحمد حميد الدين بشن ثورة مضادة، وأدخل بعض الإصلاحات الصورية التي ساعدت على توطيد حكمه، ورغم ذلك فقد حدثت العديد من محاولات اغتياله والانقلاب عليه.

ثورة سبتمبر

أُعلنت الجمهورية العربية اليمنية في السادس والعشرين من سبتمبر لعام 1962، بعد الانقلاب الذي تزعمه كل من عبد الله السلال، وعلي عبد المغني، ضد الإمام محمد البدر الذي انتهت بسقوط المملكة المتوكلية، وتدخل الجيش المصري بإرسال ألف مقاتل للتعبير عن تأييد القيادة المصرية للحركات التحررية من الملكية وفي المقابل وقفت المملكة العربية السعودية والمملكة الأدرنية وبريطانيا إلى جانب الإمام محمد البدر.

كما شارك في الحرب قوات نظامية ومرتزقة من العديد من الجنسيات من كلا الطرفين، وكان الدعم السعودي سخيّاً للقبائل الموالية للإمام خشية المد الناصري في تلك المنطقة، وبعد انسحاب الجيش المصري في عام 1967 حوصر الجمهوريون اليمنيون في صنعاء، إلا أنهم استطاعوا الانتصار واعترفت المملكة السعودية بالجمهورية اليمنية.

الوحدة

وقعت اتفاقية للوحدة بين شمال وجنوب اليمن في القاهرة في عام 1972، وتم الاتفاق فيها على انتهاج طرق وخطوات لتحقيق الوحدة، إلا أن شمال اليمن انتهى إلى الانسحاب من تلك الاتفاقية خوفاً من سيطرة الطابع الاشتراكي الذي يسود جنوب اليمن.

عقد اتفاق آخر في عام 1979 بين كل من عبد الفتاح إسماعيل، وعلي عبد الله صالح، انتهى بالإقرار بوحدة فيدرالية بين شمال اليمن وجنوبه، بمعنى وجود حكومة في صنعاء وأخرى في عدن، وفي مايو 1990 تم إعلان الوحدة رسمياً بين شطري دولة اليمن وتولية علي عبد الله صالح الرئاسة وعلي سالم البيض رئاسة الوزراء.