تقول الأمثال الشعبية في ثقافتنا العربية “العين هي التي تأكل”, فهل يقول العلم ذلك أيضا؟

على ما يبدو أن هذا المثل الشعبي, والذي هو خلاصة للتجارب الأنسانية, كان قادرا على أن يشرح بصورة بدائية و بسيطة علاقة مشاهدة الطعام, بالاستمتاع بطعمه الرائع, ففي دراسة أجريت حديثا للربط بين ما نرى, و ما نتذوق, جاء برهان هذا المثل الشعبي واضحا و جليا.

شارك في هذه الدراسة 14 شخص تتراوح أعمارهم ما بين 22-30 عاما, وكانت فكرتها قائمة على عرض 150 صورة على المشاركين في الدراسة, مئة منها صور لبعض الأطعمة الشهية, و خمسين عبارة عن أدوات مطبغ و أغراض مختلفة, و أثناء استعراض الصور من قبل المشاركين, تم ربط قطب كهربائي بلسان كل منهم, يهدف إلى رصد نشاط الدماغ في لحظة رؤية هذه الصور, فوجدت الدراسة,أن الدماغ يعطي مؤشرات استمتاعه برؤية الطعام في حال تتوقف هذه المؤشرات عند عرض صور الأغراض, و كما لاحظ الباحثون أيضا أن متعة الدماغ عند عرض الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أكبر منها عند عرض الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة, و هذا ما قد يفسر أيضا ميلنا للطعام الدسم أكثر من الأطعمة الخفيفة.

بناء على نتائج هذه الدراسة, فقد خلص البعض إلى أن تناول الطعام مهما كان نوعه, أي حتى لو كان خالي من النكهات المفضلة لدينا, يمكنا الاستمتاع به أكثر, و الأحساس بطعمة بصورة مختلفة, حين تشاهد صورا لأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية و التي تفضلها, البيتزا مثلا, و قد يجد الملتزمون بأنظمة الطعام القاسية في مشاهدة هذه الصور ما يقلل من حجم معناتهم عند تناول الأطعمة الخفيفة الموصى بها في برامجهم الغذائية.