أغنى دولة أفريقية

يتألف العالم من مجموعة من القارات، وتعتبر القارة الأفريقية واحدة من أبرزها، وتحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث المساحة وعدد السكان فيها، بعد القارة الآسيوية، ويحدها من الجهة الشمالية البحر المتوسط، ومن الجهة الشمالية الشرقية كلاٍ من البحر الأحمر وقناة السويس، ومن الجهة الغربية المحيط الأطلسي، إضافةً إلى المحيط الهندي من الجهات الجنوبية والشرقية، وتتضمن العديد من الدول والمناطق ذات الأهمية وفائدة الكبيرة العالمية.

احتلت المرتبة الأولى على مستوى القارة الأفريقية من حيث ما تمتلكه من أموال واقتصاد، مقارنةً بالبقية، فحسب الإحصائيات بلغ معدل دخل الفرد السنوي خمسة وعشرين ألف دولاراً، والذي ساعد على ذلك مجموعة من الأمور، أبرزها موقعها ومساحتها الصغيرة، إضافةً إلى اقتصادها، وهذا ما سنوضحه فيما يلي بشيءٍ من التفصيل.

تقع سيشل تحديداً في بقعة من المحيط الهندية، تتألف من مجموعة من الجزر يصل عددها إلى حوالي مئة وخمس عشرة جزيرة، وتعتبر فيكتوريا عاصمتها السياسية والرسميّة، وأطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى مسؤول فرنسي كان يقوم بجباية الضرائب فيها، ويحدها الساحل الأفريقي الشرقي على بعد ألف وستمئة كيلومتراً، ومن الجهة الشمالية الشرقية مدغشقر، وتتضمن الجزر الرئيسة التي تتوسطها لاديغو وبراسلين إضافةً لماهيه، أمّا البقية فهي مرجانية وتتواجد تحت مياه المحيط.

استطاع الإنسان الوصول إليها في القرن السابع عشر للميلاد، وكان أولهم البرتغاليين، وفي العام 1756م قامت فرنسا بضمها إلى حكومتها؛ فوصلت أول شحنة فرنسيين إليها في العام 1770م، قاموا فيها بزراعة القصب والشاي والبن، إضافةً لبعض النباتات المدارية المختلفة، بعد أن أرسلت شخصاً ليقوم بإنشاء حكومة فيها، وعلى إثر الحرب التي وقعت بين فرنسا وبريطانيا في العام 1814م تنازلت عنها فرنسا لبريطانيا، وفي الفترة ما بين عامي 1814م و1903م كانت تابعة لموريشيوس، إلى أن استقلت في يونيو من العام 1976م.

تعتمد سيشل في اقتصادها على السياحة بشكلٍ رئيسي؛ لذلك قامت ببناء العديد من الفنادق والمباني والمنتزهات والمنتجعات الضخمة فيها، والذي بدوره جذب إليها عدداً كبيراً من السياح والزوّار، كما تتضمن العديد من المشاهد الطبيعية، ويطلق عليها اسم لؤلؤة المحيط الهندي، وتمتاز شواطئها بالرمال البيضاء ذات الملمس الناعم، والتي تتناثر عليها الصخور الجرانيتية ذات اللون الأسود، إضافةً إلى مجموعة من التماثيل المتشكلة منذ القدم، وتنتشر فيها المزارع والمحاصيل الطبيعية لمجموعة كبيرة من أشجار القرفة وجوزة الطيب، إضافةً للفانيليا.