يختلف سلوك النّاس في تعبيرهم عن المحبّة بين إنسانٍ و آخر ، فهناك من يعبّر عن محبّته بالكلام المنمّق الجميل ، و هناك من يعبّر عن محبّته بالأفعال ، و تختلف أشكال التّعبير الإنسانيّ عن المحبّة تبعاً لاختلاف طبائع البشر ، فالرّجل بطبعه يغلب عليه جانب العقلانيّة في أموره و تصرفاته فيلجأ للتّعبير عن مشاعره بجانبٍ عمليّ فتراه أحياناً و حين يريد أن يعبّر عن محبّته لزوجته يشتري لها هديّةً ماديّة ، أمّا المرأة فطبيعتها يغلب عليها جانب العاطفة و تحبّ أن تعبّر عن مشاعرها بالكلام و الإيحاءات و النّظرات ، و تنظر إلى الأشياء من منظور معانيها و ما تعبّر عنه ، فحين يحضر لها زوجها وردةً مثلاً فإنّها لا تفكّر في الوردة كشكلٍ و إنّما تفكّر بها كشيءٍ يحمل الكثير من المعاني السّامية ، فالوردة تعبّر عن المحبّة و معانيها ، و إنّ هناك عددٌ من الأساليب و الطّرق يعبّر فيها الإنسان عن محبّته لمن يحبّ نذكر منها :
أن يظهر الشّخص المحبّ مشاعره بشكلٍ واضحٍ لمن يحب ، فالمصارحة تأثيرٌ عجيبٌ في نفوس النّاس ، فعندما تقول لشخص أنا أحبّك ، فإنّ هذه الكلمة تحدث تأثيراً هائلاً في نفسه حيث يدرك أنّ ثمّة شخصٍ يحمل اتجاه مشاعر الحب و يتبادلها معه ، كما تأسّس تلك الكلمة لبناء علاقةٍ جادّةٍ بين المحبّين ، و خاصّةً عندما تصدر من أشخاص صادقين .
إقرأ أيضا : كيف اثبت حبي لشخص
أن يسعى المحبّ للتّوافق بينه و بين من يحب ، لأنّ الحبّ بدون توافقٍ لا يستمر و لا يدوم ، فالاختلاف يصنع البغضاء و الشّحناء بين المحبّين ، لذلك على من يحب شخصاً أن يراعي الصّفات المشتركة فيما بينهما و يعزّزهما بمزيدٍ من التّوافق و التّفاهم .
أن يسبر المحبّ أغوار نفس من يحب ، فحين يعرف المحبّ حبيبه خير المعرفة فإنّه يكون أقدر على معرفة شخصيّة من يحب و بالتّالي معرفة ما يحبّ و يكره ، فيتجنّب ما يكرهه حبيبه ، و يسعى لعمل كلّ ما يرضيه ، و بالتّالي يعيش المتحابين في جوّ من الألفة و التّوافق بعيداً عن ما هى اسباب الخلاف و الاختلاف ، فكلّما كان المتحابين يعرفون بعضهم أكثر كلّما كانوا أقدر على تحقيق ما هى اسباب التّوافق فيما بينهم .
