الصداقة وأهميتها

الصداقة أرقى علاقة بين البشر، وهي من الأشياء التي يجب على كل شخصٍ أن يسعى إليها بكل ما فيه، فهي الأساس الثابت الذي تقوم عليه الكثير من العلاقات الاجتماعية، كما أنها تضيف إلى الإنسان طاقة إيجابية كبيرة، لأن الصداقة من الأشياء التي تزرع القلب بالفرح وتجعل الحياة أكثر بهجة وجمالاً، خصوصاً إذا كانت حقيقية وصادقة وغير مبنية على المصلحة والأشياء المادية، بل مبنية على العلاقة الطيبة بين القلوب والأرواح، كما أن الصداقة تجعل الحياة أكثر احتمالاً وتساعد الاصدقاء على تحطّي جميع العقبات والمشكلات بسهولة، فالصديق يدعم صديقه في كل وقت ويقويه ويدعمه، وهذا كله يعبر عن الصداقة وأهميتها.

تكمن أهمية وفائدة الصداقة في أنها تمنع الإنسان من الشعور بالوحدة، وتخفف عنه ألم الحياة وقسوتها، وتزيد ثقة الشخص بنفسه لأنه يشعر بأن يداً تمسك بيده، وأن صديقه يقدم له الدعم في اى وقت، فالصديق الجيد يهون مصائب الدنيا على صديقه، ويساعده على أن يظلّ قوياً دائماً، كما أن الصداقة تساهم في التقليل من حدة الملل وتكسر رتابة الوقت لأن الأصدقاء يقدمون لبعضهم البعض الكثير من التسلية، بالإضافة إلى أن الصديق يدافع عن صديقه في حضوره وغيابه.

إقرأ أيضا : موضوع عن الصدقة

يقولون دائماً أن الصديق وقت الضيق، لأن الصديق يساند صديقه في الحياة، ويكون معه في فرحه وحزنه، ولهذا لا يمكن لأي إنسان أن يعيش حياة كاملة دون ان يكون له صديق يستمع إليه ويشاركه اهتماماته، فهي ليست مجرد علاقة عابرة بين الأشخاص، بل هي حياة وذكريات ذاهبة وأخرى قادمة، ونظراً لعمق الصداقة وأهميتها فقد تغنى بها الشعراء والأدباء وأفردوا لها الكثير من القصائد الخالدة، ويقول الشاعر في الصداقة:
سلامٌ على الدنيا إِذا لم يكنْ بها
صديقٌ صدوقٌ صادق الوعدِ منصفا

الصداقة تحمل كل معاني الجمال والحب، وهي الصورة الواضحة الجميلة عن القلوب، وهي التي تمسك بيد الروح فترسلها إلى طريق الأمان، فهي أمانٌ كبير يملأ القلب بالسكينة، وهي بستان ساحرٌ وجميل، والأصدقاء هم ورود هذا البستان، وهم أشجاره الباسقة التي تُعطي صاحبها أطيب الثمار، والصداقة هي التربة الخصبة التي يزرع بها الشخص بذور محبته لتنمو باجمل وافضل صورة، وهي الغيوم التي تمطر الحب والوفاء والفرح على القلوب، فدون صداقة تصبح الحياة صعبة، وتصبح الليل أكثر وحشة، ولهذا يجب أن يحافظ كل شخص على صداقاته وأن لا يضحي بأصدقائه مهما حصل، لأن الصديق الوفي لا يُعوض ولا يمكن أن يحلّ محله أحد.