ازدهرت الكثير من الحضارات على مر العصور وخصوصا في عصور ما قبل الميلاد، ومن الحضارات التي قامت هي حضارة الرومان؛ فهذه الحضارة واسعة الانتشار، وأما شمال إفريقيا فقد قامت حضارة نوميديا أو الحضارة الأمازيغية، والتي امتدت من تونس إلى الجزائر وليبيا وحتى المغرب، وعند التحدث عن نوميديا لا بد من ذكر شخصية عظيمة اشتهرت في تلك الحضارة وهي شخصية يوغرطة، الملك الذي كان يقود صراعا طويلا مع الرومان، فمن هو يوغرطة؟
يوغرطة
تميز يوغرطة بالذكاء، والفطنة، وقدرته على العمل الكثير؛ بسبب بنيته القوية التي اكتسبها خلال تعلمه ركوب الخيل، والمبارزة، والصيد، فيوغرطة كان يتمتع بصفات القائد الناجح؛ ولهذا قاد حملات كثيرة قاوم فيها الاحتلال الروماني خلال هجومهم على نوميديا.
إقرأ أيضا : تعريف ومعنى الشبكات
يوغرطة والرومان
كانت روما تسيطر على الجزء الشمالي الكامل من قارة إفريقيا، وكانت نوميديا موحدة خلال فترة حكم الملك المؤسس، ولكن خلال غزو الرومان للشمال الإفريقية سقط نوميديا تحت سيطرة الرومان، وكانت لشيوخ روما علاقات قوية مع الملك مكيسبا عم يوغرطة، وقبل هذا كان ليوغرطة تأثير ونتائج واضح على المواطنين الذين يسكنون نوميديا، وهذا ما أغضب عمه الملك.
كان هناك تحالف بين نوميديا والرومان، ولهذا بعثه عمه للمشاركة مع الرومان في حصار إسبانيا أو نومانتيتا، وهذا ما زاد من التفاف شيوخ روما حول يوغرطة، وقاموا بالضغط على الملك لمشاركة الحكم مع يوغرطة. بعد تولي يوغرطة الحكم أراد تحقيق وحلمه وهو توحيد نوميديا من جديد، ولهذا قاد حملات كثيرة وقاوم سيطرة الرومان، ولقد استمرت فترة المقاومة الأمازيغية للرومان سبع سنوات، وبعدها قتل الملك يوغرطة خيانة وغدرا من قبل والد زوجته؛ إذ قام بصنع كمين أوقع فيه يوغرطة، ثم سلمه لملك الرومان ماريوس سولا.